في ذكرى النكسة والانتصار : انتفاضة الهزيمة حطمت أوهام إسرائيل

لعبت الأقدار دورها، اليوم الإثنين،  لتتزامن  ذكرى الهزيمة والانتصار في يوم واحد ، والرابط بينهما «انتفاضة الهزيمة» في الخامس من يونيو / حزيران1967 والتي مهدت الأرض لانتصار العاشر من رمضان 1973  .. صحيح بعد النكسة  مباشرة كان القرار المصري بقبول التحدي، والقرار بالطبع مرادف دقيق لمعنى الإرادة المصرية ــ وهي خارج حسابات الهزيمة ــ لأن الإنسان المصري الجريح وقتها بدأ سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة بعد أيام فقط من النكسة، وهو ما وصفته دوائر عسكرية وسياسية ، وقتئذ، بـ «انتفاضة الهزيمة»  :

 

 

 

 

 

 

 

 

حدث هذا في معركة “رأس العش” وانتصر، بعد نحو ثلاث أسابيع فقط من تاريخ الهزيمة .. ففي الساعات الأولى من صباح 1 يوليو/ تموز  1967، تقدمت قوة مدرعة إسرائيلية على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس، من القنطرة شرق في اتجاه الشمال، بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الجانب الآخر للقناة، كان الهدف احتلال بور فؤاد، وكانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل، وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي، وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة رأس العش جنوب بور فؤاد، وجدت قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة المصرية عددها ثلاثون مقاتلًا مزودين بالأسلحة الخفيفة. في حين كانت القوة الإسرائيلية تتكون من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف مجنزرة، وحين هاجمت قوات الاحتلال قوة الصاعقة المصرية، تصدت لها، وتشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معادية.. فوجئت القوة الإسرائيلية بالمقاومة العنيفة للقوات المصرية التي أنزلت بها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد وأجبرتها على التراجع جنوبًا.. ثم عاود جيش الاحتلال الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف المجنزرة وزيادة خسائر الأفراد، وأضطرت القوة الإسرائيلية للانسحاب.بعد الهزيمة،

 

 

 

 

 

 

 

 

وبعد أربعة شهور ونصف تقريبا، تلقت إسرائيل صدمة إغراق المدمرة الإسرائيلية “إيلات” بصاروخين من طراز ” “ستايكس ” ( صواريخ بحرية سطح ـ سطح ) مما أثار اهتمامات وأبحاث الفكر العسكري، فقد كانت العملية البحرية المصرية هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية، وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية و استرتيجيات القتال البحرى في العالم، فقد تم في هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ .. وكانت البداية صباح يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول 1967 مع متابعة تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد .استمرت المدمرة الاسرائيلية ايلات في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر/ تشرين الأول 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغاً للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات، وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر)  السوفيتية، لتنفيذ المهمة. هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها ، فلاحقها بالصاروخ الثاني فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية « إيلات »

 

 

 

 

وعقب إغراق البحرية المصرية للمدمرة الإسرائيلية “ايلات”، وهي أكبر قطع الأسطول البحري الإسرائيلي ـ وقتها ـ سارعت إسرائيل إلى شراء الغواصتين “داكار” و”دولفين” من انجلترا لدعم قواتها البحرية.. وفي ميناء “بورت سميث” الانجليزي أقيم احتفال يوم 9 يناير 1968 بمناسبة بدء إبحار الغواصتين من انجلترا إلى إسرائيل، وكان من المقرر أن تصل الغواصتان إلى حيفا، وبقام احتفال أيضا يحضره رئيس الوزراء الإسرائيلي ـ آنذاك ـ ليفي اشكول.. ولكن ما حدث هو أن «داكار» تلقت أوامر جديدة بالاتجاه إلى الشواطئ البحرية، وتحديدا إلى ميناء الإسكندرية، للتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية، ومهاجمة قطع بحرية كان مقررا أن يستقلها الرئيس جمال عبد الناصر صباح يوم 25 يناير / كانو الآول 1968 لمشاهدة مناورة لوحدات البحرية المصرية، وعلى الفور جنحت الغواصة الإسرائيلية إلى الشواطئ المصرية واقتربت جداً من ميناء الإسكندرية، وتم تحديد مكان الغواصة بدقة، ومحاصرتها دائريا، وصدر أمر الي المدمرات بإلقاء قذائف الأعماق «الغواصة داكار» إلى أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الإنفجارية، لكن هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الأنفجارية المصرية، وتوقفت قطع البحرية المصرية عن القاء حممها بالمياه بعدما تأكدت ردارات الرصد السمعية بأنه لم يعد هناك أصوات أو إشارات لاسلكية تصدر من الغواصة والتي بدأت بالإنزلاق الي أعماق بعيدة تتكفل وحدها بسحق الغواصة ومن فيها، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه مما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها ، وتحولت إلى مقبرة حديدية تضم 78 ضابطا وبحارا إسرائيليا.

 

 

 

 

 

 

وكان طلب المساعدة في البحث عن الغواصة داكار أحد المطالب الأساسية التي تقدمت بها إسرائيل إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات، خلال مرحلة التفاوض التي أدت في ما بعد إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين السادات ومناحيم بيغين رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق. وبالفعل سمحت القيادة المصرية لإسرائيل بالبحث ست مرات على الأقل «المارينيز» دون جدوى .

 

 

 

 

ولم تهدأ حركة المواجهة رغم أن حديث النكسة في الأيام الأولى كان مريرا ، والقلوب تنزف بالحسرة والوجيعة، ولكن ما حدث جاء على عكس كل التوقعات والتقديرات ، بعد أن أصبحت المبادأة في يد المصريين بعد تنشيط الموقف العسكري ، وتسخين جبهة القتال، وتحديد استراتيجية المراحل الثلاث : الصمود، والردع، ثم التحرير

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]