«كورونا» يعيد تشكيل خريطة العالم.. صعود الصين وتراجع واشنطن وأوروبا

بعد أن وضعت الصين قدمها اليمنى على طريق التعافي من فيروس «كورونا»، بدأ البلد الآسيوي تقديم المساعدات إلى دول أوروبية عدة، خرج فيها الوباء عن السيطرة..وكشفت وسائل إعلام صينية رسمية، أن بكين أطلقت الرحلة الأولى لقطار شحن، «قطار الإنسانية»، يحمل مساعدات ويتجه إلى أوروبا ، للمساعدة على تجاوز المحنة الصحية..وغادر القطار محطة ييوو شرقي الصين، صباح اليوم الأحد، صوب العاصمة الإسبانية مدريد، محملا بـ110 آلاف كمامة طبية، ومئات البدلات الواقية، والمستلزمات الطبية الأخرى، لمكافحة انتشار الفيروس..وقالت صحيفة «الشعب» الصينية، إن رحلة القطار سوف تستغرق نحو أسبوعينن بعد أن دخلت الصين المنطقة الآمنة فيما يخص فيروس كورونا المستجد ، مع تراجع أعداد المصابين والمتوفين من جراء المرض، فيما بدت الأرقام مفزعة في عدد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا وإسبانيا.

 


قطار «الإنسانية» الصيني

بينما تحرك «قطار الإٌنسانية» من الصين إلى اوروبا.. ربطت الدوائر السياسية في الغرب بين القدرة على مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، وبين صعود وهبوط نفوذ القوى في العالم .. بين صعود الصين وتراجع واشنطن واوروبا.. و قالت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية ، إن وباء كورونا قد يؤدى إلى إعادة تشكيل النظام العالمى حيث تناور الصين من أجل قيادة العالم فى الوقت الذى يتداعى فيه دور الولايات المتحدة، وان التداعيات الجيوسياسية لانتشار وباء كورونا على المدى الطويل مترابطة، لاسيما ما يتعلق بالوضع العالمى للولايات المتحدة. حيث أن الأنظمة العالمية تتغير بشكل تدريجى فى البداية ثم مرة واحدة يتغير كله. ففى عام 1956، كشف العدوان الثلاثى والتدخل الفاشل فى السويس تراجع القوة البريطانية ومثل نهاية المملكة المتحدة كقوة عالمية، ويجب على صناع السياسة الأمريكية أن يدركوا أنه لم ترق الولايات المتحدة لمواجهة اللحظة، فإن وباء كورونا قد يمثل لحظة مماثلة لما حدث فى حرب السويس.

 

عدم استعداد واشنطن على قيادة وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات

ويرى خبراء ومحللون عبر تقرير المجلة الأمريكية، أنه قد أصبح واضحا للجميع الآن، أن واشنطن أساءت ردها الأولى على الوباء، وأن أخطاء المؤسسات الرئيسية من البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلى إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قوضت الثقة فى قدرة كفاءة الحكومة الأمريكية، كما أن تصريحات الرئيس ترامب العامة سواء من المكتب البيضاوى أو تغريداته على تويثر بثت الارتباك ونشرت الشكوك، وأثبت كل من القطاعين العام والخاص عدم استعدادهما لإنتاج وتوزيع الأدوات اللازمة للاختبارات. وعلى الصعيد الدولى، أدى هذا الوباء إلى تضخيم غرائز ترامب لكى يمضى بمفرده وكشف مدى عدم استعداد واشنطن لقيادة الاستجابة العالمية، علما بأن القيادة العالمية للولايات المتحدة على مدار العقود السبعة الماضية لم تقتصر على الثروة والقوة فقط، بل على القدرة والاستعداد على قيادة وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات.

الغرب المرتجف

وفي نفس السياق تقريببا، تتساءل الباحثة البريطانية في الشئون الدولية، إيما غراهام هاريسون: كيف تصرفت الصين في مواجهة كورونا بينما يقف الغرب مرتجفا؟! وتقول غراهام إن إيطاليا تشهد أسوأ آثار للوباء على مستوى العالم؛ فعدد الوفيات فيها تخطى نظيره في الصين التي بدأ اندلاع الفيروس على أراضيها، ويأتي ذلك بعد أسابيع من التراخي الحكومي في مواجهة الانفجار المتسارع لعدد حالات الإصابة والوفاة بشكل متكرر في دول الغرب بداية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا حتى بريطانيا والولايات المتحدة.

  • وتوضح هاريسون أن قادة دول الغرب يتخذون حاليا قرارات لم يكن التفكير فيها ممكنا قبل أسابيع أو حتى أيام سابقة، من إغلاق مدن بكاملها بما فيها من عشرات الملايين من السكان من برلين حتى مدريد وسان فرانسيسكو، كما ضخوا مليارات الدولارات لدعم جهود مكافحة الوباء، وهؤلاء الساسة لو تحركوا قبل أسابيع قليلة لكان بوسعهم تجنيب مجتمعاتهم الكثير من جوانب المأساة الإنسانية التي نعيشها والكارثة الاقتصادية التي نواجهها.

وأآصبح التساؤل حاليا: هل يكتب «كورونا» نهاية العولمة.. أم إحياؤها من جديد؟ ويرى المحلل السياسي، أمير طاهري، أن مفهوم العولمة شهد تداولاً واسعاً عندما بدأت السلع الرخيصة التي صنعتها عمالة زهيدة الأجر في الصين في إغراق الأسواق العالمية من طوكيو إلى تمبكتو.. وفي بداية العولمة كان الاقتصاد الصيني لا يمثل سوى ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، واليوم ارتفعت حصة الصين إلى حوالي 20 في المائة. رسخت الصين أقدامها كمركز تصنيع رئيسي في العالم وساهمت على مدر عقدين كاملين في خفض معدلات التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي الذي انتشل مئات الملايين من البشر من براثن الفقر في جميع القارات. وفي الوقت ذاته، بدأت الصين تنفتح للعب دور قوة أكبر.

 

  • ويقول الطاهري: حتى وقتنا الحالي، يعتبر النموذج الذي اختارته الصين هو الأقرب إلى نموذج هولندا خلال فترة بناء الإمبراطورية، أي التركيز على الأعمال والتجارة والتوجيه بعيداً عن الانخراط في السياسة، سواء محلياً أو دولياً، على عكس الاستراتيجيات الاستعمارية البريطانية والفرنسية التي تضع الهيمنة السياسية على رأس جدول الأولويات.ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن الصين قد تضع إستراتيجية جديدة تجمع فيها بين الهيمنة السياسية الأكثر تشدداً في الداخل مع صورة أكبر للقوة الكبرى في الخارج.

التحكم في خريطة العالم.. سياسيا واقتصاديا

هناك مؤشرات قلق من تطورات متلاحقة على مسار «التحكم في خريطة العالم سياسيا واقتصاديا»، فالفيروس يتمدد شرقاً وغرباً، وشمالا وجنوبا،’ويقيد حرية السفر والانتقال من بلد إلى آخر..وعلى مسار العولمة، صاحب فيروس كورونا، نتائج اقتصادية كبرى، وحذرت الدوائر الاقتصادية العالمية، من تدعيات التطورات المتلاحقة لزحف فيروس «كورونا» المستجد، على كافة قطاعات الاقتصاد العالمي، وبعد ذلك يصبح انهيار الهرم الائتماني العالمي، والانهيار المالي، على الأبواب، الأمر الذي حذرت منه أيضا وكالة «بلومبرغ» الأمريكية، من قدرة فيروس كورونا على تدمير سلاسل التكنولوجيا العالمية، موجها بذلك ضربة قاتلة للاقتصاد.. الوكالة الأمريكية المتخصصة في الشئون الاقتصادية والمالية الدولية، أشارت إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه «ضربات موجعة» من كورونا.. ويرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الاقتصاد العالمي برمته بدأ يشعر بالعواقب السلبية لانتشار كورونا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاقتصاد الروسي يملك إمكانيات قوية للحفاظ على استقراره.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]