لبنان أمام خيار «حكومة عسكرية» أو الفوضى
يبدو أن«الخيار العسكري»، بتشكيل حكومة عسكرية لإنقاذ لبنان، بات مطروحا وبدعم أمريكي ـ فرنسي، بحسب الدوائر السياسية في بيروت، وأن تقديرات القوى الخارجية المعنية بالأزمة اللبنانية، بدأت تتجه صوب قائد الجيش، العماد جوزاف عون، خاصة وأن زيارته إلى مدينة طرابلس، أمس الجمعة، شكلت حدثاً حمل رسائل عديدة في أكثر من اتّجاه، ولا سيما أنّه أتى بعد التوتّرات التي شهدتها شوارع المدينة في الأيام الماضية والتي كادت أن تتطوّر إلى احتكاكات مع الجيش.
رسائل قائد الجيش في أكثر من اتجاه
وفي المضمون، وجّه قائد الجيش، العماد عون، رسائل في أكثر من اتّجاه وقد بدا كأنّه يحمل العصا من الوسط، في ظلّ انعكاسات نتائج الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية على جميع اللبنانيين سواء كانوا مواطنين أو عسكريين، بحسب المحلل السياسي اللبناني، حسن هاشم..وفي رسالته الأولى، قال قائد الجيش، «إنّ الأوضاع الاقتصادية ترخي بثقلها على الشعب اللبناني وعلى الجيش أيضاً ونحن نشعر بمعاناة أهلنا لأننا نعاني مثلهم».
وكان قائد الجيش «حازماً حاسماً» بتأكيده أنّه «لن يجرنا أحد على أي مواجهة مع أهلنا، ولكن لن نسمح لأيّ كان المس بأمن المدينة ولا بأمن أي منطقة لبنانية أخرى..أمّا الرسالة الأبرز، فهي التلميح مجدداً إلى «أنّنا لسنا سبب الأزمة الاقتصادية التي تعانون منها ونعاني منها نحن أيضاً»، وهي رسالة مباشرة إلى المسؤولين، في استكمال لصرخته الشهيرة التي أطلقها قبل أشهر يوم سأل: «يا حضرات المسؤولين لوين رايحين؟».
- وإذا كان قائد الجيش قادر على تدارك الأمور ميدانياً على الصعيد الأمني، إلا أنّ أساس المشكلة يبقى لدى المسؤولين «الذين صمّوا آذانهم عن صرخات الناس وأوجاعهم ولا يزالون يماطلون في إيجاد الحلول للأزمات التي التفّت على رقاب اللبنانيين».
فتح الباب الفرنسي والأمريكي والعربي أمام قائد الجيش
وتؤكد المصادر القيادية، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن ما حصل في طرابلس ليس نموذجا عابرا ولا يمكن اعتباره مجرد غضب شعبي بسيط، طرابلس قد تكون بوابة جهنم الحقيقية التي ستؤدي وفق ما يتم تسريبه الى اخذ البلد باتجاه حكومة عسكرية، والمعلومات المتوافرة من مصادر قيادية وأخرى دبلوماسية تؤكد بأن فتح الباب الفرنسي والأميركي والعربي، أمام قائد الجيش العماد جوزيف عون، كان من اجل تكوين تصور عام لكيفية ايجاد سيناريو غير صدامي مع الثنائي الشيعي تحديدا لجهة اعطاء الجيش الأولوية في المرحلة الفاصلة عن الانتخابات، للامساك بقيادة البلد.
- وكشفت المصادر الدبلوماسية، أن لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما:«الحكومة العسكرية لتغيير الجمود «الستاتيكو السياسي» القائم، أو الفوضى!!