للمرة الأولى منذ 15 عاماً.. بيونسيه تتصدر قائمة أفضل الأغنيات في أمريكا

تجاوزت المبيعات المسبقة لتذاكر فيلم تايلور سويفت الذي صُوِّر خلال الجزء الأول من جولتها الموسيقية، مئة مليون دولار في كل أنحاء العالم، وفق ما أعلنت شركة «إيه إم سي» الخميس، وهي حصيلة تشكّل منذ الآن رقماً قياسياً لإيرادات فيلم طويل عن حفلة موسيقية.

وتنطلق في 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري عروض فيلم «تايلور سويفت: ذي إيراس تور» (Taylor Swift: The Eras Tour) في 8500 دار سينما في مئة بلد.

وضمَن «ذي إيراس تور» منذ ما قبل طرحه انتزاع صفة الأعلى دخلاً بين الأفلام التي تتناول حفلات موسيقية، بعدما كان هذا الرقم القياسي البالغ 99 مليون دولار مسجلاً باسم فيلم «جاستن بيبر: نيفر ساي نيفر» الذي عُرض عام 2011.

أما «ذيس إز إت» الذي حقق 261 مليون دولار على شبابيك التذاكر في كل أنحاء العالم، فلا يُعدّ فيلماً موسيقياً لأنه يقتصر على توثيق الاستعدادات لحفلات مايكل جاكسون الذي توفي قبل أن يقف فعلياً على المسرح.

وكان من المفترض أساساً طرح «إيراس» في الولايات المتحدة وحدها، لكنّ المغنية اختارت في نهاية المطاف جعله حدثاً عالمياً، مع أن الجولة تستكمل السنة المقبلة بجزء ثانٍ يشمل عشرات الحفلات في أميركا الجنوبية وأوروبا والولايات المتحدة وكندا.

وأوضح ناطق باسم «إيه إم سي» رداً على سؤال لوكالة فرانس برس أن إيرادات الحجوزات المسبقة البالغة 100 مليون دولار تتعلق بكل دور السينما التي ستعرض الفيلم، ومنها شبكتا «سينيبليكس» في كندا أو «سينيبوليس» في المكسيك.

ويحمل فيلم «جوكر»(2019) الرقم القياسي على الإطلاق لإيرادات عطلة نهاية الأسبوع الأولى لطرح فيلم خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول في أميركا الشمالية، وهو 96 مليون دولار.

وقد يحقق الفيلم أكثر من 100 مليون دولار في دور السينما في أميركا الشمالية في عطلة نهاية الأسبوع الأولى لطرحه، في إنجاز لم يسبقه إليه أي فيلم لحفل موسيقي عُرض في دور السينما.

إلا أن إيرادات «تايلور سويفت: ذي إيراس تور» قد تتجاوز مئة مليون دولار خلال هذه الأيام الثلاثة، أي من 13 إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول، في أميركا الشمالية، بحسب جيف بوك، من شركة «إكزبيتر ريليشنز» المتخصصة.

ويتضمن الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين و48 دقيقة مشاهد صُوِّرَت خلال ثلاث حفلات موسيقية للفنانة في ملعب «سوفي ستاديوم» في إنغليوود، إحدى ضواحي لوس أنجلوس، في مطلع أغسطس/ آب.

وتشمل جولة «تايلور سويفت: ذي إيراس تور» الضخمة حتى الآن 146 حفلة.

وأفادت مجلة «بولستار» المخصصة للفنون الحية بأن إيرادات كل حفلة تبلغ 13 مليون دولار، أي أن إجمالي مدخول حفلات الجولة سيصل تالياً إلى نحو 1,9 مليار دولار.

ولم يسبق لأي فنان أو فرقة أن تجاوزت عائدات جولة حفلات لها عتبة المليار دولار ذات الدلالات الرمزية.

تضم جولة «إيراس» حالياً 146 موعداً.

وبعد أكثر بقليل من شهر على إعلان تايلور سويفت عن فيلم جولتها، أفادت «إيه إم سي» الاثنين بأن المغنية بيونسيه ستحذو حذوها وتطرح في دور السينما في الأول من كانون الأول/ديسمبر وثائقياً مستوحى من جولتها «وورلد رينيسانس تور» التي اختتمتها أخيراً في الولايات المتحدة.

تؤكد مجموعة «غانيت» الإعلامية الأميركية، مالكة شبكة «يو إس إيه توداي»، حاجتها الفعلية إلى محرر متفرغ حصرًا لأخبار تايلور سويفت أو بيونسيه، بعدما أثار إعلان نشرته أخيرًا عن حاجتها إلى مثل هذا الصحفي الفضول والانتقادات، لكنه شكَّل إثباتًا جديدًا على كون الفنانتين ظاهرتين ثقافيتين.

والواقع أن المجموعة الإعلامية المالكة لأكثر من 200 جريدة يومية في كل أنحاء الولايات المتحدة، لجأت في السنوات الأخيرة إلى تخفيض عدد الصحفيين العاملين في مختلف منشوراتها، في خطوة تعكس أزمة المطبوعات المناطقية. وفي ديسمبر/ كانون الأول الفائت، أجرت تقليصًا إضافيًّا، إذ استغنت أيضًا عن 6 بالمئة من العاملين في قسم الوسائط الإعلامية لديها والبالغ عددهم الإجمالي 3440.

من هنا، ثارت ثائرة الصحفي براد فيدمار، عندما قرأ إعلان «غانيت» البالغ الجدية عن حاجتها إلى صحفي يتولى حصرًا تغطية أنشطة نجمة البوب تايلور سويفت، ثم آخر تلاه عن وظيفة مماثلة لمتابعة أنشطة بيونسيه.

وكتب فيدمار على «إكس» «أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتذكير إكس بأنني المراسل الإخباري الوحيد المتفرغ المتبقي في صحيفتي، التي باعتها غانيت في ديسمبر/ كانون الأول»

فملكية جريدته «ذي هوك آي» التي تصدر في برلينغتون بولاية آيوا، انتقلت عام 2016 إلى مجموعة «غيت هاوس» للنشر التي استحوذت على «غانيت» في عام 2019، وأخذت اسمها لتصبح أكبر مجموعة إعلامية في الولايات المتحدة. وفي نهاية عام 2022، أعادت «غانيت» بيع «ذي هوك آي».

جولة المليار

ولاحظ الصحفي البالغ 41 عامًا، أن المجموعة «راحت تقلّص عدد العاملين، وتقلّصه تكرارا في كل المجالات». وأضاف مازحا «لكنهم الآن يحتاجون بالطبع إلى شخص لتغطية (أخبار) تايلور سويفت».

وأشارت «غانيت» إلى أن الصحفيين سيعملان في صحيفتي «يو إس إيه توداي» و«ذي تينيسيان»، وهي مطبوعة محلية تابعة للمجموعة في ناشفيل، حيث أمضت سويفت جزءًا من حياتها.

وسيكون مطلوبًا من الصحفي المتخصص في تايلور سويفت (رجلًا كان أم امرأة)، والذي سينضم إلى ثلاثة صحفيين يكتبون عن الموسيقى في «ذي تينيسيان»، أن يكون قادرًا على «التعبير عن الإثارة» المحيطة بجولة حفلات سويفت الحالية التي يُتوقع أن تتجاوز إيراداتها مليار دولار، للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، وعلى «تقديم تحليل مدروس لموسيقاها وحياتها المهنية».

ولم يَرُق ذلك للفرع النيويوركي لنقابة الصحافة «نيوزغيلد» التي لخّصت عبر «إكس» رؤيتها لخطة «غانيت» الرامية إلى «تحقيق الأرباح مجددًا»، إذ إنها تقوم في رأي النقابة على «صرف مئات الصحفيين، والقضاء على تغطية الأخبار المحلية، وتوظيف صحفي (لأخبار) تايلور سويفت».

نقل الصورة

وأكدت مديرة قسم التواصل في شركة «غانيت» لارك ماري أنطون، لوكالة فرانس برس، أن «هذه الوظائف لم تُستَحدث على حساب وظائف أخرى». وأشارت إلى أن المجموعة وظّفت منذ مارس/ آذار الفائت 225 صحفيًّا آخر، وأن ثمة أكثر من مئة وظيفة متاحة يمكن للراغبين الترشّح لها.

ولاحظت أن «تايلور سويفت وبيونسيه نولز كارتر فنانتان وسيدتا أعمال. ولعملهما تأثير اقتصادي ضخم وأهمية مجتمعية تؤثر في عدد من القطاعات وعلى ثقافتنا، وهما تطبعان جيلا».

أما مؤسس مركز بلير للتلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز (نيويورك) ومديره روبرت تومسون، فظنّ هو الآخر عندما رأى الإعلان أنها «مزحة».

ولكن بعدما فكّر في المسألة، توصّل إلى أنّ «رفض كل هذا برمّته سيكون ضربًا من الغباء». ورأى أنها فرصة «لنقل صورة الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين من خلال شخصياتها الأكثر شعبية».

مع ذلك، يتفهم روبرت تومسون، الانتقادات في سياق خفض موازنات الصحافة المناطقية.

وتوقع ألا تكون هاتان الوظيفتان مطابقتين لما يحلم به البعض، لسببين، أولهما أن محبي تايلور سويفت وبيونسيه متعصبون للفنانتين، ويمكن لأدنى تعليق سلبي أن يثير سيلًا من الانتقادات وحتى تهديدات بالقتل على الشبكات الاجتماعية، والثاني أن عوالم تايلور سويفت وبيونسيه محمية بشكل جيد من المحيطين بهما ويصعب اختراقها.

وقال إن «عيون أهل المهنة ستكون شاخصة إلى (ما سيكتبه) الصحفيان المسكينان» اللذان سيحصلان على الوظيفتين. وأضاف مازحًا «على مقالهما الأول أن يكون جيدًا حقًّا».