ميلتري تايمز: واشنطن تقاتل داعش في سوريا وعينها على احتواء الوجود الإيراني

لماذا يتجنب البيت الأبيض الإعلان عن النصر ضد تنظيم داعش ويعطي بدلاً من ذلك فكرة عن مهمة زاحفة ومستمرة في سوريا؟ يجيب كل من كايل ريمبفر وتود ساوث في مجلة «ميلتري تايمز» على السؤال بالقول إن إشارات البيت الأبيض تأتي في وقت يقف فيه داعش على حافة الهزيمة في سوريا ولم يعد يسيطر على مناطق فيها إلا بعض الجيوب في شرقي البلاد في وقت فقد فيه المسلحون الزخم القتالي.
وخسر التنظيم الدعم العالمي ولم يعد القوة الجهادية الأولى بل وتقترح التقارير الأمنية أنه لم يعد يستطيع السيطرة على الجماعات الموالية له في الدول الأفريقية وغيرها. ويرى الكاتبان هنا أن تردد المسؤولين الأمريكيين نابع من رغبتهم بالحفاظ على دعم الرأي العام للمهام البرية في المنطقة، خاصة أنه من الصعب تسويقها سياسياً للشعب الأمريكي. ولم يعلن أحد من منصة البنتاجون أن التردد في إعلان النصر على الإرهابيين مرتبط بالتهديدات الإيرانية وأن «التهديد الشيعي» هو جزء من السياسة الحالية.

بقاء أم خروج

وحسب باري بوسين، مدير برنامج دراسات الأمن في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا (أم أي تي) «لا تتخل عن سلعة تبيع جيداً» و«لا أعتقد أن هناك شخصاً سيقف ويقول: لقد أنهينا المهمة التي جئنا لأجلها وحان وقت المغادرة». ويضيف: «أعظم شئ في المهمة (ضد داعش) هو أنه جرى بيعها للأمريكيين». فمن الناحية الرسمية فإن القوات الأمريكية حوالي 5.000 جندي في العراق و 2.200 جندي في سوريا هي من أجل هزيمة التنظيم الإرهابي. إلا أن البيت الأبيض بدأ في الآونة الأخيرة بالكشف عن مهمة كبرى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط وهي: احتواء إيران.
وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون ان مواجهة إيران في الشرق الأوسط ومناطق أخرى هي مهمة جديدة «لن نغادر طالما ظلت القوات الإيرانية خارج حدود إيران وهذا يشمل الجماعات الإيرانية الوكيلة والميليشيا» وهو ما يشير لتحول رئيسي في عمليات مكافحة الإرهاب إلى عمليات تركز على المناورات الجيوسياسية وحروب الوكالة.
ويقول الكاتبان إن تصريحات بولتون تعكس المشاعر المشتركة بين الخبراء في المراكز البحثية والمتشددين في واشنطن والذين ينظرون لوجود القوات الأمريكية كقوة ترجيح ضد التهديدات الإقليمية مثل إيران. ويقول جيمس فيليبس، الزميل البارز في مؤسسة التراث «أفضل بقاء القوات الأمريكية هناك لأجل غير مسمى لأنها ستخدم هدف منع إيران من حرية الحركة والوصول إلى خطوط الإتصال التي تربط غربي العراق مع لبنان». وأضاف: «أعتقد، تحديداً، أنه من الخطأ التخلي عن النقطة العسكرية الصغيرة في التنف على الحدود السورية- العراقية قرب الأردن». وتمثل قاعدة التنف التي تحميها طائرات بدون طيار أمريكية وبعيدة عن مراكز تجمع المقاتلين التابعين لتنظيم داعش مثالاً واحداً عن المهام الإستراتيجية الكبرى المغطاة بغطاء مكافحة التنظيم الإرهابي.
وقامت وحدات من المارينز بعرض قوة قربها كرد على عملية عسكرية محتملة للروس في المنطقة. ويقول الكاتبان إن سوريا ولسنوات طويلة ظلت ساحة للتنافس الأجنبي والميليشياوي بما فيها الجماعات المدعومة من إيران والقوات الروسية التي تدعم نظام بشار الأسد وكذا المقاتلون الأكراد الذين يدعمهم الأمريكيون، وكذا وتركيا التي تدعم جماعات وتحاول السيطرة على شمال سوريا. ولكن الخبراء يعتقدون أن الوجود الأمريكي هو ما سيدفن ميراث التنظيم.

حركة تمرد

ويرى قادة البنتاجون أن استمرار الوجود الأمريكي ضروري لمنع عودة التنظيم من جديد مع أن بعض الخبراء يختلفون معهم. ويقولون إن تنظيم داعش ينتعش عادة في الفوضى مثل تلك التي خلفتها الحرب الأهلية والحرب الطائفية في العراق. فالسماح بحرب بطيئة في سوريا يعني كما يقول الخبراء منح التنظيم مساحة للنمو. ويرى جوشوا لانديز، من مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة أوكلاهوما «أن الجدال الذي يتحدث عن عودة التنظيم إلى سوريا حالة انسحب الأمريكيون زائف» مضيفاً أن: «داعش لم ينتشر في المناطق التي كانت فيها الدولة قوية».
وقد تحول تنظيم داعش إلى حركة تمرد على شاكلة الجماعات التي عرفت بالقاعدة في العراق. فالتمرد الذي قادته القاعدة في أعقاب الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين عام 2003. وساهم الوجود الأمريكي الذي استمر لثماني سنوات للحد من نشاط القاعدة ولكنها عادت للظهور في عام 2014 بسبب الحرب الأهلية السورية ونظرًا لتخلي بشار الأسد عن مناطق شرق سوريا بحيث سمح لداعش ببناء قاعدة لخلافته في مدينة الرقة. وفي السنوات الأخيرة أصبحت الدولتان في العراق وسوريا قوية. ويرى لانديز أن الطريق الوحيد للإطاحة بداعش هو بناء السلام والإستقرار ودولة قوية وإعادة تأهيل الاقتصاد. ويقترح لانديز خروج القوات الأمريكية من سوريا والسماح للبلد كي يجمع نفسه بنفسه «ما تقوم به أمريكا اليوم والذي يقسم البلاد بدون إنفاق المال لإعادة بنائها سيفتح الباب أمام القاعدة أو تنظيم داعش. ويضيف «نعمل على إفراغ هذه المنطقة الجوفاء وتركها على حالها».

صورة للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمامها نموذجان لصاروخين معروضة في ميدان بطهران – صورة من أرشيف رويترز

احتواء إيران

ويلاحظ الكاتبان أن سياسة أمريكا الجديدة لاحتواء إيران لم يتم الإعلان عنها رسميا. وأكد وزير الدفاع جيمس ماتيس يوم الإثنين أن الهدف الرئيسي للوجود الأمريكي في سوريا هو مكافحة تنظيم داعش بناء على تفويض من الأمم المتحدة وعملية السلام في جنيف «إن محادثات جنيف، وعملية جنيف يجب ان تتوصل لنتيجة حتى نرى نهاية لكل هذا». وعبر ماتيس عن مخاوفه من دور إيران الخبيث، وهذا ليس جديدا فموقفه من إيران يعود لأيامه عندما كان قائدا للقيادة المركزية «علينا معالجة إيران كجزء من مشكلة كبرى».
وقال إن إيران موجودة في كل مكان يعاني مشاكل بمنطقة الشرق الأوسط «ومن ناحية إنهاء محادثات جنيف فلإيران دور تلعبه وهو التوقف عن إثارة المشكلة». وتنبع قوة التأثير الأمريكي في سوريا من مناطق الأكراد الذين يسيطرون على معظم شمال- شرق سوريا فيما تسيطر تركيا على مناطق محددة في الشمال. والحلم بدولة كردية مستقلة في الشمال مات بشكل كبير. فلم يكن قادة الولايات المتحدة مستعدين لإغضاب تركيا العضو في الناتو من أجل هذا الحلم كما بدا في المواجهة التي برزت حول مدينة منبج.
ويرى الكاتبان أن بقاء مناطق في سوريا تحت السيطرة التركية يرضي بعضاً من طموحات الولايات المتحدة وهي إضعاف الأسد والحفاظ على سوريا فقيرة. ويعلق لانديز قائلاً: « السياسة المعادية لإيران وروسيا تعمل على تعويق عملية إعادة إعمار سوريا، وهم لا يريدون مكافأة روسيا وإيران ومنحهما رصيداً له قيمة». ويفضل الأمريكيون كما يقول لانديز سوريا فقيرة ومحطمة بدلاً من واحدة تستطيع تسليح نفسها من جديد. وبخسارة شمال سوريا ستظل البلاد فقيرة. وهنا مشكلة تتعلق بالتعافي طويل الأمد للبلد والذي لن يتم طالما لم يتوحد.
فطالما ظلت مناطق غير خاضعة للنظام فسيواصل الأسد محاولات استعادتها. وبدون سوريا قوية فالفرصة لعودة داعش تظل قائمة.
ويعلق الكاتبان إن جيمس ماتيس قال قبل عام إن تنظيم داعش في حالة هروب «ونقوم بتحطيمه». ومن المتوقع أن يتم الإنتهاء من عمليات ملاحقته هذا العام. وتقوم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا في الحملة الأخيرة لها في شرق سوريا. فالتنظيم في أضعف حالاته وكذا الحملة ضده تتباطأ. ولاحظ تقرير وزارة الخارجية عن حالة الإرهاب العالمية تراجعا بنسبة 23% في الهجمات الإرهابية لعام 2017 مقارنة مع عام 2016. وهذا هو العام الثالث الذي تراجعت فيه العمليات. ونسب التقرير التراجع للعملية الناجحة ضد الإرهابيين في العراق وسوريا. وليس من الواضح إن كانت فروع التنظيم خارج العراق وسوريا مثل أفغانستان وليبيا تشكل تهديداً حقيقياً أبعد من مناطقها. ويقول فيليبس «هناك بقايا لتنظيم داعش في العراق وسوريا قادرة على شن هجمات إرهابية ولكن معظم الهجمات في الدول الغربية قام بها متعاطفون مع تنظيم داعش.

الوجود العالمي

ويقول توماس موكيتس، المحاضر دي بول والمستشار في مركز العلاقات المدنية- العسكرية في مدرسة الدراسات البحرية العليا إن «الإرهاب هو إزعاج مستمر لكنه ليس مشكلة وجودية». ومع انه مع ممارسة نوع من الضغط على تنظيم داعش إلا أنه ضد ردة فعل عسكرية مفرطة على داعش حيث يرى أن نهجاً متوازناً هو ما سيؤدي إلى هزيمة أيديولوجيته وهي التي يقوم بتصديرها ويجذب من خلالها بقية الجماعات. واعترف مسؤول ان الحملة الدولية ضد تنظيم داعش تتطور ولكنها ضرورية. واعترف المسؤول أن تهديد فروع تنظيم داعش خارج العراق وسوريا لا تعكس بالضرورة قدرته على التمدد العالمي والتأثير.
وقال:«يصور البعض داعش بنقطة الحبر التي تتمدد عالمياً» مع أن ما يجري «هو إعادة تعليب لجماعات إرهابية محلية وتحمل ماركةداعش ». فقد قامت جماعات مثل حركة الشباب في شرق أفريقيا وأبو سياف في الفلبين بتبني أساليب التنظيم . ومع ذلك فعدد المقاتلين المنتمين إلى تنظيم داعش في أفريقيا لا يتجاوز ال 6.000 مقاتل حسب بيانات مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست وينغ. ولم يبق من مقاتليه في الفلبين بعد المعركة على مدينة ماراواي سوى 200 مقاتل. وكانت ميزانية العملية الفلبينية في العام الماضي هي 32.4 مليون دولار وضوعفت في العام المقبل إلى 108.2 مليون دولار سيخصص ثلثها للمراقبة وجمع المعلومات والعمليات الإستطلاعية.

الحرب الطويلة

وتساءل خبراء عن قدرة التنظيم السيطرة على أراض كما فعل في العراق وسوريا. وتحدثوا في هذا السياق عن شمال أفريقيا واليمن. ولكن الماركة العالمية تظل جذابة للفروع التي تقاتل من أجل البقاء مثل تنظيم داعش في خراسان أو أفغانستان. ويقول فيليبس إن العلاقات الآيديولوجية بين الجماعة الأفغانية و»الأم» العراقية – السورية قوية وهي أضعف عندما يتعق الأمر بالعلاقات العملياتية والتنظيمية.
ويرى بيل روجيو، محرر «لونغ وور» أن وجود تنظيم داعش في أفغانستان مكون من أعضاء طالبان الساخطين. ولهذا تظل حركة طالبان تهديدا أكبر من تنظيم الدولة. وخصصت الولايات المتحدة الكثير من المصادر لمكافحة التنظيم الموجود في إقليم نانغرهار وقتل العديد من أصحاب القبعات الخضر في العمليات ضده. ويحاول داعش، (ولاية خراسان) تكبير حضوره من خلال القيام بهجمات شرسة ضد المدنيين. وقامت طالبان بهجمات لكن معظمها استهدفت الحكومة والجيش الأفغاني. ولا تزال طالبان قوة متماسكة مقارنة مع تنظيم داعش الصغير نسبياً.
ولا يوجد ما يشير لتهديد ولاية خراسان أو أي فرع للتنظيم التراب الأمريكي. ولا يعرف أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ماذا سيكون لدى امريكا لعمله حالة قررت أن داعش في أفغانستان هو تهديد وجودي. وأضاف «الحقيقة أننا نريد الخروج، فهي حرب طويلة». وردد كوردسمان ما قاله لانديز من ضرورة تحقيق الإستقرار لمنع تنظيم داعش من السيطرة على مناطق. وقال:» المشكلة هي أننا لم نظهر استراتيجية أننا سنخلق عملية إعادة إعمار ونعيد تطوير العراق بشكل يفي بالحاجيات مع مرور الوقت». و «أعتقد أن البلد متعب» و «أن الجيش الامريكي متعب من حرب تبدو مفتوحة».

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]