«نوبي راحيل» ليست الأخيرة.. «سرطان الاستيطان» يواصل انتشاره في الأراضي المحتلة

بينما أنظار العالم تتجه صوب رفح، ومعرفة مصير الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم منذ أكثر من 5 أشهر، تسعى الدولة اليهودية من ناحية أخرى إلى بناء أحياء استيطانية جديدة في القدس الشرقية.

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساعيها لتهويد ما تبقى من أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، واستهدافها عبر تسريع وتيرة الاستيطان، وسط تحذيرات من جرائم منظمة يستخدمها الاحتلال بحق الأراضي الفلسطينية.

الصحافة الإسرائيلية هي من كشفت عن الكارثة والتي تعتبر عدوانًا جديدًا على الفلسطينيين، ولكن هذه المرة عن طريق الاستيلاء على الأرض ومن ثم بناء شقق سكنية جديدة للإسرائيليين.

 

صورة لمستوطنات إسرائيلية من مواقع إخبارية عبرية
صورة لمستوطنات إسرائيلية من مواقع إخبارية عبرية

 

صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قالت في تقرير لها اليوم الأحد، إن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إنشاء مستوطنة يهودية جديدة في القدس، بالتعاون مع نشطاء «اليمين المتطرف»، وتحمل اسم «نوبي راحيل».

مستوطنات إسرائيلية
مستوطنات إسرائيلية

نوبي راحيل

«نوبي راحيل» رغم المعلومات الضئيلة عنه إلا أنه مشروع سكني تعتزم السلطات الإسرائيلية بناءه، ومن المقرر أن يضم 650 وحدة سكنية، وسيتم بناؤه على بعد أمتار قليلة من منازل السكان الفلسطينيين، في حي أم طوبا جنوب شرق القدس الشرقية.و«نوبي راحيل» هو واحد من 4 أحياء لليهود روجت لها السلطات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، بالجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة، بحسب هآرتس.وكما هو الحال مع المشاريع الأخرى، فإن هذا الحي هو نتيجة لمبادرة مشتركة بين المشرف العام في وزارة العدل، وشركة عقارية يسيطر عليها نشطاء يمينيون.

مخطط قديم

في السياق ذاته، قال مدير مركز أبحاث الأراضي، جمال العملة، إن قرار الاستيطان في القدس وأم طوبا وجبل المكبر قديم وتمت المصادقة عليه منذ فترة.

وأضاف مدير مركز أبحاث الأراضي في تصريحات خاصة لموقع قناة «الغد» أن إسرائيل تحاول الإسراع في هذا المشروع إلا أن نقص الأيدي العاملة حال دون ذلك.

جمال العملة - مدير مركز أبحاث الأراضي في فلسطين
جمال العملة – مدير مركز أبحاث الأراضي في فلسطين

كما أشار إلى أن ما يتم في القدس المحتلة ضمن المخطط التقليدي، لكن ما يثير الريبة هو ما يحدث في الضفة وحول غزة، حيث تفكر إسرائيل بمنهج جديد إبان العدوان على القطاع.
وأوضح مدير مركز أبحاث الأراضي، أن الوضع في القدس مؤلم والتوسع الاستيطاني فيه هناك مستمر.

وبعيدا عن القدس، كشف مدير مركز أبحاث الأراضي أن هناك حي سكني يضاف إلى مستعمرة “سيلو” لربطها بمستعمرة أخرى واقعة جنوبي نابلس شمالي رام الله على أراضي ترمسعيا.

واختتم بالقول إن إسرائيل بدأت في إنشاء “كيبوتس زراعي” يمتد من شرق غزة لشمالها، بهدف إنشاء شريط موازي لحماية وتطمين سكان مستعمرات غلاف غزة الذين فروحوا خوفا من ضربات حماس.

ما هو الاستيطان؟
الاستيطان الإسرائيلي هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى حركة استيطان استعماري يهودي، ويشير إلى النشاط العمراني وإنشاء تجمعات سكانية يهودية على أرض فلسطينية.

وسيطرت حركة الاستيطان القروي أو الزارعي الإسرائيلي على فكر مختلف الانتماءات السياسية للمستوطنين، قبل وبعد قيام إسرائيل، من خلال الاستيلاء على الأرض من سكانها الأصليين وبعدها من سكانها المهجّرين.

أرقام مفزعة

منذ بداية العام 2023 ارتكب المستوطنون المتطرفون أكثر من 2410 اعتداءات على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم، بحسب تقارير طالعتها الغد من هيئة مقاومة الجدار.

ويبين الجدول التالي، توزيع هذه الاعتداءات بحسب المحافظات والأشهر.

 

مقاومة الجدار والاستيطان
اعتداءات المستوطنين: تحديثات اعتداءات المستعمرين
رسم بياني لنمو أعداد المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمستوطنين في الضفة الغربية منذ العام 1967 الى الآن
رسم بياني لنمو أعداد المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمستوطنين في الضفة الغربية منذ العام 1967 الى الآن

النشاط الاستيطاني

المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديميتري دلياني، كشف في يوليو/ تموز الماضي أن الأنشطة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشر، بلغت أعلى مستوياتها من خلال الموافقة والمصادقة على بناء 12855 وحدة استيطانية استعمارية من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، خلال الأشهر الستة الأولى من عمرها في السلطة.

وأضاف دلياني، أن هذا الارتفاع في النشاط الاستعماري الاستيطاني هو دليل واضح على استخفاف حكومة الإرهاب الصهيوني الصارخ بالعدالة والقانون الدولي.

دلياني: إسرائيل توافق على بناء 13 ألف وحدة استيطانية في القدس والضفة الغربية

 

 

وكشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تقرير حديث لها، عن أرقام مفزعة، حيث قالت إن إرهاب المستوطنين أدى إلى تهجير 25 تجمعاً فلسطينياً في عام 2023، منها 22 تجمعاً بدوياً.

رئيس مقاومة الجدار والاستيطان - الوزير مؤيد شعبان
رئيس مقاومة الجدار والاستيطان – الوزير مؤيد شعبان

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن هذه التجمعات تتكون من 266 عائلة تضم 1517 فردا جرى ترحيلهم من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، تركز معظمها شرقي رام الله في السفوح الشرقية تحديداً والأغوار.

وبينت أن سلطات الاحتلال عمدت في العام الماضي، إلى الإمعان في إخضاع الجغرافية الفلسطينية ضمن مجموعة من التوجهات الإستراتيجية، أولها، الإجراءات التي تستهدف السفوح الشرقية من الضفة الغربية وعلى رأسها تسليط مليشيات المستعمرين المسلحة على تهجير التجمعات البدوية وفق منظونة فرض البيئة القهرية الطاردة، وصولاً إلى إفراغ كامل المناطق المصنفة “ج” لصالح الاستيطان الاستعماري.

المصادقة على بناء 8137 وحدة استعمارية

على صعيد التوسع الاستيطاني الاستعماري، قال مؤيد شعبان، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن سلطات الاحتلال استولت العام المنصرم على 50,524 دونماً ضمن جملة من الأوامر العسكرية منها 32 أمراً لوضع اليد استهدفت نحو (619) دونماً، وأربعة أوامر استملاك استولت على نحو (433) دونما، وأمرا إعلان أراضي دولة استهدفا (515) دونماً، وأربعة أوامر لتعديل حدود محمية طبيعية استولت بموجبها على نحو 49 ألف دونم.

وعلى صعيد توسعة المستعمرات، فقد أشار مؤيد شعبان إلى أن اللجان التخطيطية لسلطات الاحتلال درست ما مجموعه 173 من المخططات التنظيمية (إقليمية، وهيكلية وتفصيلية).

وأضاف أن هذه اللجنة درست من خلال المخططات 18,625 وحدة استعمارية، نتجت عنها المصادقة على بناء 8,137 وحدة استعمارية جديدة، وإيداع ما مجموعه 10,486 وحدة استعمارية للمصادقة اللاحقة، واستهدفت هذه المخططات ما مجموعه 17,881 دونماً من أراضي المواطنين في مختلف محافظات الضفة بما فيها القدس.

إقامة 18 بؤرة استعمارية جديدة

وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن المستعمرين أقاموا العام الماضي 18 بؤرة استعمارية جديدة، 8 منها أقيمت بعد الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي،  و14 منها أخذت شكل بؤر رعوية في مناطق النبي موسى والجفتلك وطمون و(الناقورة /رامين) وديراستيا ورمون (2) وتقوع وطوباس والمغير ومخماس ودير استيا وبتير وقصرة، و4 منها أخذت شكل البؤرة السكنية، وأقيمت على أراضي قرى قريوت وبيت ليد و(الجفتلك /عقربا) وقصرة.

وبيّن مؤيد شعبان أن سلطات الاحتلال شرعنت في الفترة ذاتها، 6 بؤر استعمارية، اثنتان منها من خلال تعديل حدودها، وتقع جنوبي الخليل في مسافر يطا تحديداً، والأربعة الأخرى تقع في المساحة الممتدة بين محافظتي نابلس ورام الله، وتحديداً تلك التي أقيمت كامتداد لمستعمرة “عيلي” من خلال إقرار مخططات هيكلية لها.

تأثير الاستيطان على الفلسطينيين

سياسة الاستيطان أثارت مشاعر العداء من جانب المستوطنين  الإسرائيليين المدججين بالسلاح، تجاه الجسم الوطني الفلسطيني الذي يحلم بالأمن والأمان، فوجود المستوطنات بالقرب من الأماكن السكنية الفلسطينية، والاحتكاك بين الطرفين، أدى إلى انتشار الرغبة في الانتقام، نتيجة ما يواجهه الأهالي من انتهاكات استيطانية لا ترحم أرضاً ولا إنساناً، انتهاكات تسرق قوت المواطن وتصادر حرياته، وتحرمه الشعور بالأمن، والإحساس بوجود أفق للعبور إلى مستقبل. فهؤلاء المستوطنون، والذين يمتهنون الجريمة، لا يتركون مجالاً للإحساس بوجود فرصة لعيش آمن، فأقاموا في مستوطنات منظمة أكثر تطوراً، تستولي على مقدرات الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يعيش في منازل البؤس والفقر المحرومة من كافة سبل العيش، حتى من المياه، ومن الهواء النظيف؛ مما عزز مشاعر الحقد والكراهية بين الطرفين.

وشكل الاستيطان حواجز تحول دون التواصل الاجتماعي بين القرى؛ فقد قطعت المستوطنات والطرق الموصلة بينها الطريق على المواطن الفلسطيني، وحالت دون ممارسة ما تقتضيه العادات والتقاليد الفلسطينية، من مشاركة أبناء القرى والتجمعات الفلسطينية في العديد من الواجبات، وحالت دون تطبيق أوامر الدين الإسلامي بضرورة صلة الرحم، والتزاور.

الاستيطان في القانون الدولي

تعتبر إقامة المستوطنات في القانون الدولي بفروعه – بالإضافة إلى نقل سكان الدول المحتلة إلى الإقليم المحتل- مناقضة لكل المبادئ الدولية وميثاق الأمم المتحدة (ميثاق جنيف الرابع حول قوانين الحرب في عام 1949).

ويفصل الميثاق سلسلة طويلة من المحظورات المفروضة على قوة الاحتلال.. وجوهر الميثاق في هذه الحالة “يحظر على المحتل توطين سكانه في الأراضي المحتلة”، وهو ما أعادت التأكيد عليه العديد من قرارات الشرعية الدولية سواء في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العمومية، وبالتالي فإن خلق الأمر الواقع بالقوة لا يمكن أن يكسب حقا.

وقد صدرت مجموعة من القرارات الشرعية الدولية بتأكيد ذلك وإنكار أي صفة قانونية للاستيطان أو الضم، وتطالب بإلغائه وتفكيك المستوطنات بما في ذلك الاستيطان بالقدس الشرقية.

قرارت مجلس الأمن الدولي

منذ النكبة عام 1948م اتخذ مجلس الأمن الدولي سلسلة من القرارات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، باعتباره المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، كان آخرها القرار رقم 2334 في 23 كانون الأول 2016، إذ تبنى المجلس بأغلبية ساحقة، قرارا يدين الاستيطان الإسرائيلي، ويطالب بوقفه في الأراضي الفلسطينة المحتلة؛ إلا أن هذه القرارات، وبالرغم من تحيز عدد منها لدولة الاحتلال، ظل معظمها حبرًا على ورق؛ بسبب عدم التزام إسرائيل بها؛ بل واستمراها في سياساتها العدوانية وإجراءاتها الأحادية بحق الشعب الفلسطيني، دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن لمعاقبتها على تمردها على الشرعية الدولية كما جرت العادة مع غيرها من الدول.

___________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]