هاني حبيب يكتب: هل هي نهاية لـ «الحرب ما بين الحروب»؟!

هاني حبيب

كان النشاط الديبلوماسي الروسي المثير وغير المسبوق في الآونة الأخيرة، مجالاً للتحليل المسهب من قبل مراكز الأبحاث الإسرائيلية التي تغذت على مختلف التصريحات ومقالات الرأي في وسائل الإعلام، وإمتد هذا التحليل متجاوزاً الدور الروسي في المنطقة إلى امتداده إلى القارة الإقريقية، على خلفية عقد الرئيس الروسي عدة إجتماعات مع بعض قادة الخليج العربي في وقتٍ عقدت في موسكو قمة روسية – أفريقية واسعة المشاركة ورفيعة المستوى، وقد لاحظ المراقبون بدقة أنّ سيطرة تركيا على الحدود الشمالية لسوريا، بعد اتفاق تركي-أمريكي تبعه اتفاق آخر تركي – روسي بإعتبار أن ذلك يفتح السبيل أمام تزايد النفوذ الروسي في وقت تنسحب به أميركا تاركة من خلفها حلفائها لنزع أشواكهم بأيديهم من دون أي إسناد كما كان متوقعاً في ظل ولايات أمريكية سابقة، فقد تخلت أميركا عن أكراد تركيا وفرضت عليهم الانسحاب لصالح تركيا كما أن إدارة ترامب لم تقم بالرد على الهجوم الايراني على المواقع النفطية في أرامكو في المملكة العربية السعودية الأمر الذي استند إليه المعلقون والمحللون الإسرائيليون للتدليل على أنّ روسيا مؤهلة لملء الفراغ الذي تتركه أميركا من خلفها سواءً في سوريا أو في الخليج العربي.

معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، ومن خلال ورقة موقف تم تعميمها على المسؤولين الاسرائيليين مؤخراً، أشار إلى أن روسيا نجحت في تعميق علاقاتها مع دول الشرق الأوسط الخليجية منها على وجه الخصوص، من خلال ربط مصالحها بمصالح هذه الدول متخذة من التراجع الأميركي وتردد إدارة ترامب في اتخاذ السياسة الأمريكية التقليدية تأكيداً على الدور المتنامي لروسيا في المنطقة وهكذا فإن إدارة ترامب أقدمت من خلال سياستها هذه على مساعدة إدارة بوتين لكي توسع روسيا تأثيرها ونفوذها في هذه المنطقة وتضع بين أيديها على كنوز لم تكن لتحصل عليها لو أن أميركا حافظت على مواقعها  ونفوذها حسب ما جاء في ورقة الموقف أنفة الذكر.

انعكاس هذا التطور على إسرائيل جاء في مجالي السياسة والأمن، وهنا كانت الملاحظة الأكثر أهمية في هذا السياق، خاصة فيما بات يسمى “الحرب بين الحروب” والتي شكلت عقيدة أمنية للجيش الإسرائيلي وجوهر النشاط الأمني الإسرائيلي على الساحة السورية خلال العقد الماضي ذلك أن العلاقة بين إسرائيل وروسيا رغم توترها إلاّ أنها أسهمت في إقدام اسرائيل على شن هجمات مبرمجة على ما يقال أنها مواقع إيرانية أو لقوات موالية لطهران وذلك لأهداف اسرائيلية معلنة أولاً منع نقل وسائل قتالية متطورة إلى حزب الله في لبنان وثانياً منع تمركز قوات نظامية أو شبه نظامية إيرانية في سوريا وثالثاً منع حدوث أعمال “إرهابية” مع سوريا.

“الحرب ما بين الحروب” تعني في هذا السياق أعمالاً حربية دون الوصول إلى حربٍ واسعة حيث كانت اسرائيل وبشكل منتظم وفي الغالب من خلال سلاحها الجوي تقوم بضرب عدة أهداف تدعي أنها إيرانية على الأراضي السورية، إنطلاقاً من الأجواء اللبنانية في الغالب، وفي بعض المرات من خلال قصف صاروخي من فلسطين المحتلة.

الملاحظة الأساسية هنا، تعيدنا إلى اللقاء الذي عقد في سوتشي بين الرئيس الروسي بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في الثالث والعشرين من آب / أغسطس الماضي، ما تسرّب عن هذا اللقاء عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية أن روسيا عادت عن سياسة الصمت إزاء الضربات الإسرائيلية في الأراضي السورية التي كانت قد اتفقت بها روسيا مع إسرائيل في وقتٍ تعهدت فيه روسيا بوقف الزحف الإيراني في الأراضي السورية، من يومها يمكن ملاحظة وبقوة توقف سياسة الحرب ما بين الحروب ولم نعد نشهد أية عمليات من هذا النوع خلال الشهرين الماضيين مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الحرب لم تجهر بالمسؤولية عنها الدولة العبرية إلاّ في المرحلة الأخيرة عندما استخدمها نتنياهو في إطار حملته الانتخابية.

يؤخذ على هذه التحليلات في الواقع أنها لم تأخذ بالاعتبار بعض التداعيات الهامة التي من شأنها أن تحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، ذلك أنّ الحراك الشعبي في كلٍ من لبنان والعراق من شأنه أن يعيق وربما يوقف الدور الإيراني في هذه المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى إجراء متغيرات جوهرية على خارطة ميزان القوى في المنطقة ويعيد رسم حزمة المصالح المتباينة على خريطة الصراع.

وبينما تتوقف سياسة “الحرب ما بين الحروب” الإسرائيلية على الساحة السورية فإن هذه الحرب ما تزال مستمرة على الحدود بين قطاع غزة وغلافه الاستيطاني وذلك في سياق سياسة “هدوء مقابل هدوء”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]