في قرار مفاجئ، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تعديلا وزاريا في حكومة خالد بحاح، يتضمن تعيين نواب لرئيس الوزراء، وإقالة 5 وزراء، بينهم الخارجية والداخلية والإعلام.
عقب القرار الجمهوري، ظهرت أنباء متضاربة بشأن رفض بحاح، الذي يشغل أيضا منصب نائب الرئيس، للتغييرات، حيث اعتبرها “غير شرعية”، نظرا لأنها أجريت دون مشاورته، حسبما أفاد مسؤول يمني لرويترز.
وفي المقابل، نفى السكرتير الإعلامي للرئاسة اليمنية مختار الرحبي، في تصريحات صحفية، رفض بحاح، المتواجد حاليا في باريس، لقرارات الرئيس، موضحا أن الحديث عن اعتراضه “غير صحيح”.
ويحاول هادي، الذي عاد لمدينة عدن الشهر الماضي بعدما دفعه المتمردون الحوثيون للخروج من البلاد في مارس/ آذار استعادة سلطته في مناطق استطاعت قوات الجيش والمقاومة المدعومين من التحالف استردادها من الحوثيين.
ويتضح من تسلسل الأحداث منذ اندلاع الأزمة مع الحوثيين في البلاد، أن خالد بحاح هو المتصدر للمشهد السياسي، فمنذ أن اضطر الرئيس اليمني أن يختار خالد بحاح، الذي اتفقت عليه جميع الفصائل السياسية والإقليمية باليمن، ليصبح رئيسا للحكومة، سعى لكسب ود الجميع، ومسك العصي من المنتصف.
وتحدثت تقارير إخبارية عن أن بحاح، الذي غادر مع جميع الوزراء، محافظة عدن الجنوبية، متوجها إلى السعودية في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دون أن يبلغ الرئيس منصور هادي، أو يطلب إذنا منه، وحين عاد الرئيس إلى عدن من أجل مباشرة العمليات العسكرية انتقل بحاح بحكومته إلى مأرب.
العودة الى مأرب التأريخ والحضارة.. إيذان جديد بعودة الحكومة إلى أرجاء مختلفة من الوطن، وإتساع رقعة الدولة في محافظات الجمهورية.جميعنا ينشد السلام ويرجوا أن يعود الأمن والإستقرار الى كل بقاع الأراضي اليمنية من جنوبها الى شمالها، شرقها وغربها،ولن يسمح شعبنا اليمني العظيم لكائن من كان بأن يعبث بأمن الوطن وسلامة أبنائه.جميعنا صفا واحدا من أجل إستعادة الدولة ورفض قوى العبث والإنقلاب، ونبذ التطرف والإرهاب بكل أطيافه وأشياعه.#بحاح
Posted by Khaled Mahfoudh Bahah خالد محفوظ بحاح on Monday, November 23, 2015
وكان لبحاح الدور الأبرز في المفاوضات السلمية بالأمم المتحدة، والظهور بين القبائل والقيادات العسكرية والمواطنين العاديين واللقاءات التليفزيونية الرسمية، فضلا عن تمثيل الدولة في المؤتمرات الرسمية، كان آخرها مشاركته في قمة المناخ المنعقدة حاليا في باريس، حيث التقى زعماء ومسؤولين في دول العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وغيرهم ممن ناقش معهم أوضاع البلاد، وأوضح لهم مسار الحل السياسي في اليمن.
كما أجرى بحاح مباحثات مع رؤساء شركة توتال الفرنسية بهدف استئناف إنتاج النفط والغاز الطبيعي المسال.
ويرى مراقبون أن الرئيس هادي غير متحمس للحل السياسي، لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى مغادرته الحكم، بحكم أنه رئيس انتقالي للبلاد، في حين أن نائبه خالد بحاح متحمس لهذا الحل، لأنه سيفتح الطريق أمامه للوصول إلى سدة الحكم.
ويترقب الجميع موعد المباحثات، التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية والحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في وقت تقضي المادة الأولى من القرار الجمهوري الصادر اليوم بتعيين رئيس الفريق الحكومي التفاوضي في (جنيف 2)، عبدالملك عبدالجليل المخلافي، نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية.
