واشنطن: شراء تركيا «إس-400» روسية قرار مخيب للآمال

محور موسكو طهران قوي منذ أمدت إيران روسيا بطائراتها المسيرة مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكن السؤال الذي يبحث الغرب عن إجابة له، ما هو المقابل الذي ستدفعه روسيا لإيران؟

ونشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني دراسة أكد فيها إمكانية وجود شراكة دفاعية وتكنولوجية شاملة بين موسكو وطهران. وفيها تزود روسيا إيران بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي وطائرات هليكوبتر فضلا عن مساعدات بحرية في المجالات العسكرية على شكل سفن حربية أو المساعدة في إنتاج سفن جديدة.
وتوقعت الدراسة أن تسلم موسكو منظومة الدفاع الصاروخي «إس 400» لطهران، لتعزيز الدفاعات الجوية الإيرانية، والتصدي لأي ضربات إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأشار معهد واشنطن للسياسات إلى أن هذا التعاون الروسي الإيراني قد يمتد للمجالات النووية، سيما بعدما دعمت موسكو طهران دبلوماسيا أكثر من مرة سواء أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو في مجلس الأمن.
وهنا تقول الدراسة إن روسيا يمكن أن تسهم مستقبلا في مساعي إيران النووية، من خلال توفير التكنولوجيا والمعرفة.

وفي الختام، تساءلت الدراسة عن التحرك الأمريكي المحتمل لمواجهة هذا التحالف بين روسيا وإيران الخصمين لها منذ عقود.

تعاون ثنائي بين روسيا وإيران

ومن موسكو، قال الدكتور سيرجي فاربيوف، الدبلوماسي الروسي السابق والأستاذ الجامعي، إن هناك دلائل تشير إلى استمرار التعاون الثنائي والعسكري بين روسيا وإيران.

وأضاف فاربيوف في برنامج «مدار الغد» المذاع عبر شاشتنا أن وفدا من مجلس النواب الروسي قام بزيارة إلى إيران الأسبوع الماضي، ويقال إنه كان بينهم خبراء عسكريون، وهو ما يدلل على مزيد من التعاون العسكري بين البلدين.

كما أكد فاربيوف أن الولايات المتحدة تحرض ضد إيران دائما، لافتا إلى ضرورة توريد منظومة “إس 400” الروسية الدفاعية إلى إيران بأقصى سرعة.

العلاقات الروسية الإيرانية

ومن طهران، قال د. مصدق مصدق بور مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية، إن العلاقات الروسية الإيرانية ليست سرا، موضحا أن هناك تعاونا وثيقا منذ عقود.

وأكد الدكتور مصدق بور أن إيران لا تتدخل في الحرب الروسية الأوكرانية، وأن إرسال المسيرات كان قبل بدء الحرب التي انطلقت شرارتها في 24 فبراير/ شباط 2022.

كما أوضح الدكتور مصدق بور أن هناك تضخيم حول مكافأة روسيا لإيران بسبب توريد المسيرات الإيرانية.

ولفت إلى أن طهران لديها العديد من المنظومات الدفاعية، وليست بحاجة عاجلة إلى منظومة «إس 400» الروسية.

تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية

ومن الرياض، قال ديفيد دي روش، المسئول السابق في البنتاجون، إن روسيا لم تعترف بأن إيران قد أرسلت إليها مسيرات قتالية، لكن الأمر واضح ولا يحتاج إلى تأكيد أو نفي من موسكو.

وأضاف دي روش أن العلاقة بين روسيا وإيران تعززت مؤخرا بسبب دعم موسكو لطهران في الملف النووي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن البلدين استفادتا من هذا التعاون. وأكد دي روش أن روسيا فشلت في حربها ضد أوكرانيا، لذلك تواصل تعزيز العلاقات مع دول خصوم الولايات المتحدة.

كما أكد  دي روش أن إيران بحاجة إلى التأييد الروسي لمواقفها حول الملف النووي في مجلس الأمن الدولي.

في يونيو/ حزيران 2019، عيّن الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترمب، مارك إسبر، وزيرًا للدفاع، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 أقاله.

وقضى وزير الدفاع الأسبق، 18 شهرا قضاها في أروقة وزارة الدفاع الأمريكة، في فترة شهدت الكثير من الأحداث سواء على الصعيد الأمريكي أو الدولي.

حرب أوكرانيا

في لقاء خاص لبرنامج “مدار الغد” عبر قناة الغد الإخبارية، قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، مارك إسبر، إن روسيا لم تحقق أهدافها العسكرية في أوكرانيا، وأن الدول الغربية كانت مضطرة لدعم أوكرانيا عسكريا.

وأضاف أن هناك أخطاء ولكن الغرب نجح في التعامل مع حرب أوكرانيا، مؤكدا أن واشنطن ستواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة حتى تنتصر.

وتابع بالقول:  استخدام روسيا للنووي مستبعدا، وأوكرانيا أصبحت مسلحة أكثر”.

ملف نووي إيران

وفيما يخص الملف النووي الإيراني، أكد وزير الدفاع الأسبق، مارك إسبر أن عددًا من الدول بما فيهم إسرائيل لن يسمحوا لإيران بامتلاك قنبلة نووية في الشرق الأوسط.

وأضاف إسبر، أنه واحدا من ضمن الأفراد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه يتمتع بكثير من الحماية العالية من خطر الانتقام لقاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني الذي قتلته الولايات المتحدة.

القضية الفلسطينية

وقال وزير الدفاع الأسبق، إن الإدارة الأمريكية في فترة ترامب كانت تحاول قدر الإمكان التعامل بهدوء مع ملف القضية الفلسطينية لمزيد من الاستقرار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الشرق الأوسط.

وأضاف وزر الدفاع الأمريكي الأسبق، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقي على علاقاتها الطيبة مع الدول العربية، وإسرائيل في كل الأوقات وفي أي إدارة أمريكية. وتابع: “واشنطن لها مصالح استراتيجية مع العرب وإسرائيل وستحافظ عليها”.

فترة حكم ترامب

قال وزير الدفاع الأمريكي السابق، إنه لم يكن صديقا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بحكم أنه عسكريا، لكني أرى أنه لم يبلي بلاءً حسنًا للولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد وزير الدفاع الأسبق أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كثيرًا ما كان يتحدث عن استهداف العديد من الدول وشن حرب على إيران وفنزويلا، لكن لم يكن يتم أخذ هذه الأحاديث على محمل الجد، نظرا لأهمية الدبلوماسية الأمريكية.

ولفت إسبر إلى أنه تمت إقالته من منصبه بسبب معارضته استهداف المتظاهرين الأمريكيين عندما أراد الرئيس دونالد ترامب الدخول في مواجهة معهم لوقف أعمال العنف التي أندلعت بسبب وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصول إفريقية، على يد الشرطي ديريك شوفين.

وأضاف إسبر: “ترامب كان يريد إطلاق النار على المتظاهرين في أزمة جورج فلويد”.

وتوفي فلويد، 48 عاما، في مايو 2020، بعد أن جثا شوفين على رقبته لمدة 9 دقائق.

وأثار الحادث، احتجاجات في أمريكا وشتى أنحاء العالم ضد العنصرية ووحشية الشرطة.

وتمنى وزير الدفاع الأسبق، عدم عودة الرئيس السابق، دونالد ترامب، مرة أخرى لحكم الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبًا بقادة جدد لمواكبة المرحلة الجديدة في البلاد.

أعداء أمريكا

وعن أعداء أمريكا، أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق، مارك إسبر أن الصين تعتبر الخصم الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة، بالإضافة روسيا وكوريا الشمالية لكنهم ليسوا أعداء.