لبنان يواجه أزمة دبلوماسية مفتوحة مع دول الخليج.. وحلول حول «استقالة طوعية» لقرداحي
تخيم الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، على المشهد اللبناني (سياسيا واقتصاديا)، وترى الدوائر السياسية في بيروت، أن الأزمة مفتوحة على مزيد من التطورات والتداعيات، وآخذةٌ بالتصاعد.
الأزمة قائمة على هامش اجتماعات «لجنة الأزمة»
ولم تبد حتى الآن مؤشرات «حلحلة» الأزمة، عقب اجتماع لجنة الطوارئ الذي عُقد في وزارة الخارجية اللبنانية، وتأكيد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب على استمرار الاجتماعات لمعالجة الأزمة، وبعد الزيارتين المنفصلتين لكلٍ من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ووزير الاعلام جورج قرداحي، إلى الصرح البطريركي ولقائهما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي..لم تتضح الصورة بشأن التأكيد على وضع حدٍ للأزمة القائمة التي تسبّبت بها تصريحات جورج قرداحي.
وتؤكد مصادر لبنانية، أنه لم يتم الكشف عمّا إذا سيكون هناك توجّه لاستقالة قرداحي من عدمها، مما يعني أنّ الأمور ذاهبةٌ إلى التصعيد، وبعد قرارات سحب السفراء المتتالية، والتي باتت تشمل السعودية، والبحرين، والكويت، والإمارات.
- وعدم إيجاد مخارج للأزمة خلال الساعات الـ٤٨ القادمة قد يضاعف من خطورة الوضع القائم، بحسب المصادر اللبنانية، ما يسمح بدخول أطراف اخرى على خط زيادة التصعيد، ويؤدّي إلى شلّ عمل المؤسّسات بالكامل.
الأزمة لا تهدد بقاء الحكومة
ويتردد في بيروت ان هناك احتمالا قائما لـ «استقالة طوعية» يتقدم بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وأن الأزمة لا تهدد بقاء الحكومة واستمرار عملها بعد ان تلقى رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ليل أول أمس، جرعة دعم وغطاء متجدد من فرنسا بالتعاون والتضامن مع الإدارة الأمريكية، وبعد أن أكد الاتحاد الأوروبي دعمه لاستمرار حكومته والمساعي لتجاوز الأزمة الراهنة.
استقالة قرداحي طوعا دون إقالته
ووفقا لمجريات ووقائع الساعات الماضية، بدأت الاتصالات ـ وفق مصادر مطلعة لصحيفة الديار اللبنانية، وبشكل مكثف وتركزت حول مخارج عديدة منها استقالة الوزير قرداحي طوعا دون إقالته، وفتح أبواب التواصل بين لبنان والسعودية لبحث تنقية الاجواء وارساء العلاقات الطبيعية بين البلدين ومعالجة القضايا التي أثارتها الرياض.
- وأضافت المصادر: إن الرئيس ميقاتي الموجود في بريطانيا للمشاركة في مؤتمر المناخ، أجرى أمس مزيدا من الاتصالات مع جهات عربية وغربية للمساعدة في تطويق الأزمة مع الرياض ودول خليجية، كما بقي على تواصل مستمر مع وزراء في حكومته لا سيما أعضاء «خلية الأزمة» التي اجتمعت أمس مطولا وشارك فيها القائم بالاعمال الأمريكي في بيروت بناء على طلب اللجنة في اشارة واضحة الى الرغبة بمساعدة أمريكية في ايجاد المخرج للازمة الناشئة.
فتح الأبواب للحوار مع السعودية
ورغم أن اللجنة لم تنته الى حل ناجز، إلا أن الاجتماع أكد أن الحكومة باقية ولن تستقيل، وأن الحلول المطروحة تدور حول معالجات أخرى تضمن استمرارية الحكومة وفتح الأبواب للحوار مع الرياض لحل القضايا الأخرى التي ادت الى موقفها الأخير.
هل تنتهي الأزمة باستقالة قرداحي
وسرت تكهنات في بيروت باحتمال إعلان استقالة الوزير قرداحي على خلفية الحديث عن تدخل البطريرك الماروني بشارة الراعي ونزولا عند رغبته، وأن الراعي أكد مرة أخرى على التزام الحياد، ولكنه تمنى على «قرداحي» الاستقالة، وأن وزير الإعلام أكد له عدم تمسكه بأي منصب وزاري على حساب مصلحة لبنان ومظلوميته.
وقالت مصادر مطلعة إن قرداحي أجرى اتصالات بعد زيارة بكركي شملت مسؤولين وقيادات سياسية بعد مشاورات مع فرنجية مشيرة إلى أن البحث تركز حول ما إذا كانت استقالته في حال حصلت ستؤدي الى معالجة الأزمة وإلغاء الخطوات التي اتخذتها السعودية ودول خليجية.
تطورات المشهد اللبناني
وفي ظل أجواء الحذر والترقب التي سادت خلال الساعات الماضية قال مصدر سياسي مطلع لـصحيفة «الديار»، إن الوقائع أكدت ما يلي:
1- أن تغيير الحكومة غير وارد، ولا يحظى بفرصة لا داخليا ولا خارجيا، خصوصا أن سقوطها يعني الذهاب الى المجهول والفراغ الكبير.
2- لا غطاء أمريكيا أو أوروبيا للاطاحة بالحكومة..وأكد وزير الخارجية اللبناني،عبد الله بوحبيب، أن الجهات الدولية التي تواصل معها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلبت منه عدم التفكير بالاستقالة.
3ـ وبدا من خلال المواقف والتحركات التي سجلت على الصعيد المحلي، أن المحاولات بقيت تحت سقف طلب استقالة الوزير قرداحي رغم مطالبة بعض المتشددين غير المؤثرين باستقالة الحكومة.
معالجة تداعيات الأزمة
ومن جانبه قال وزير التربية، عباس الحلبي،«إن أملنا كبير أننا قادرون على التوصل الى حل هذه الأزمة قريبا، وأن الموضوع قيد المعالجة ونتطلع الى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة، وأن كل ما نطالب به فتح أبواب الحوار، لأن هذا السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل».
بينما شدد وزير الخارجية اللبناني، على أنه يأمل الخروج من الأزمة الراهنة، وهناك حلول تتبلور وستظهر نتائجها قريبا، مشيرا إلى أن استقالة الوزير قرداحي قرار يملكه وحده.
- ولا تزال الاتصالات والمساعي جارية لحل الأزمة التي تعترض المشهد اللبناني.
