«التضخم السياسي» يضرب السودان.. والبشير مرشحا لرئاسة الحكومة

بينما تنطلق اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم، تظاهرات غير معلنة في الجدول التصعيدي لتنسيقيات لجان المقاومة، تطالب بـ «مدنية الدولة ورحيل العسكر عن الساحة السياسيية».. يرى مراقبون في الخرطوم أن الأزمة في السودان كشفت عن حالة من «التضخم السياسي»، وبمعنى تداخل عشرات المواقف والتوجهات والآراء والشعارات السياسية دون قعل ينفذ على الأرض بتوافق المكونات السياسية وعبرآلية حوار مفتقدة حاليا في السودان المنقسم و«المنشطر» بين المكونين المدني والعسكري.

  • والشواهد داخل المشهد السياسي السوداني، تؤكد أنه لا يمكن إخراج المكون العسكرى من المرحلة الانتقالية، ولا يمكن تجاهل حاضنته الشعبية، حتى لو لم تكن تتظاهر كل يوم، إنما يمكن إصلاح المؤسسة العسكرية وباقي مؤسسات الدولة عبر حكومة منتخبة، وليس عبر فصيل ثورى يقول إن شرعيته فى احتجاجات الشارع.

خطاب القوى المدنية قائم على رفض التعاون مع المؤسسة العسكرية

التضخم السياسي طغى على القوى  المدنية «الثورية»  في السودان، ودفع الرؤية بعيدا عن إعادة صياغة المشهد برمته لتحديد الأوزان النسبية بناء على التطورات الجديدة. فقد واتت القوى المدنية الفرصة لتثبيت نفوذها في الشارع ومؤسسات الدولة لكن لم تستثمرها جيدا، بما منح الجيش ذرائع كافية لتبرير إجراءات قائده.

  • ومن الواضح أن خطاب القوى المدنية القائم على الرفض عموما للتعاون مع المؤسسة العسكرية، كشف عن حجم التناقضات داخل هياكلها، ويؤكد أنها ليست كتلة واحدة كما يتم تصويرها، ومن الخطأ تسويق أنها تملك بمفردها تقرير مصير الأزمة التي تعيشها البلاد، فالنظرة الفوقية والاستعلاء وعدم وجود مرونة كافية عوامل أدخلت السودان نفقا مجهولا.

والحقيقة أن البدائل التى خرجت من بعض قيادات التظاهرات الحالية تبدو صادمة، فبعيدًا عن شعارات رفض التفاوض والشراكة مع «العسكر»، فإن ما طرحه تجمع المهنيين بديلًا للوضع الحالى هو اختيار حكومة مدنية انتقالية تقود البلاد لمدة أربع سنوات؟ وهو مقترح كارثى لأنه سيعنى اختيار حكومة غير منتخبة شرعيتها منقوصة، ومطلوب منها أن تقود البلاد لمدة أربع سنوات أخرى، بما يعنى دخول البلاد فى حالة من الفوضى والتفكك، بحسب رؤية أستاذ العلوم السياسية، د. عمرو الشوبكي..

الأوضاع مرشحة للانفجار 

القوى المدنية في السودان تتجاهل ما استقر  عليه العقل السياسي الجمعي في الداخل والخارج بأهمية الشراكة بين الجانبين (العسكري والمدني) وهي الصيغة العملية التي تمت الموافقة عليها عقب سقوط نظام عمر البشير، وجرى تضمينها في الوثيقة الدستورية لتدار بموجبها المرحلة الانتقالية.

وما يحدث داخل الساحة السودانية اختصره رئيس الحكومة المستقيل «عبد الله حمدوك» بـ «الصراعات العدمية» التي تقود السودان إلى دوامات الفوضى وعدم الاستقرار..وبينما اعتبر رئيس الحركة الشعبية شمال بمناطق سيطرة الحكومة، د.محمد يوسف، أن الأوضاع مرشحة لمزيد من الانفجار والمقاومة على التغيير بأكمله ..وأضاف : إذا لجأ العسكريون للمدنيين لاختيار رئيس الوزراء الجديد سيجدون مشكلة كبيرة؛ لأن القوى السياسية يلزمها أن تتوحد بصفاء نية لاختيار الشخص المناسب..وإذا  كانت السلطة الآن بيد العسكر لا شريك لهم، فانهم سيكونون في مأزق، وفي ظل ضغط الشارع، وسيسعون إلى تقديم وجه مدني للسلطة .

أخطاء «التضخم السياسي»

وفي تحليله للواقع السياسي في السودان، يرى رئيس الحركة الشعبية (شمال)، أن بعض القوى السياسية ارتكبت أخطاء كبيرة أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة، رغم ذلك لا يريدون الاعتراف بأخطائهم، وعدم الاعتراف بذلك سيعرقل جلوسهم مع يقية القوى..أما المكون الآخر الذي كان يرفضهم أو يخونهم، يجب عليه أن يكتفي بأنهم انتقدوا أنفسهم علناً، ويجلس معهم للوصول إلى استلام السلطة من العسكريين.

  • وشكك في تخلي العسكريين عن السلطة دون ضغط محلي ودولي .

البشير مرشحا لرئاسة الحكومة

وتحت مظلة تلك الأجواء «الضبابية» التي تخيم على المشهد السياسي العام، كشفت مصادر سياسية سودانية، أن اسم والي جنوب كردفان السابق د. حامد البشير بات من ضمن قائمة المرشحين لخلافة رئيس الوزراء المستقيل د. عبد الله حمدوك.

وبينما كشفت مصادر مقربة من وزير المالية الأسبق في حكومة حمدوك د إبراهيم البدوي بحسب موقع (سودان مورنينغ) عن اقتراب البدوي من منصب رئيس الوزراء، عقب استقالة د. حمدوك، حيث أكد البدوي تلقيه عرضا لشغل المنصب لكن البدوي اشترط حتمية تحقيق توافق وطني تشكل كتلة شباب الثورة ضلعا أساسيا فيه قبل اعلانه قبول التكليف بالمهمة الوطنية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]