رهان جزائري على لمّ الشمل العربي.. وتوقعات بعقد القمة نهاية مايو المقبل
كشف دبلوماسي عربي بجامعة الدول العربية، للغد، أن تأجيل القمة العربية الـ 31 المقرر عقدها في الجزائر، «قرار مؤقت» مرتبط بعقد جلسة مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في شهر مارس / آذار المقبل، وسوف يحدد الوزراء العرب موعد عقد القمة والذي لن يتجاوز شهر مايو/ آيار المقبل.
يذكر أن تأجيل عقد «قمة الجزائر» العربية، يعد التأجيل الثاني للقمة حيث أعلن أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن تأجيلها في 2 مارس / آذار 2020 ، وكان مقررا عقدها وقتئذ في أواخر شهر مارس / آذار 2020. وكان تبرير التأجيل «إنتشار فيروس كورونا».
- وقبل ـ وقتئذ ـ أيضا ، إنه تم الاتفاق على عقد القمة بعد شهر رمضان مباشرة، بحد أقصى الأسبوع الثالث من شهر يونيو / حزيران 2020!
توقعات عقد القمة نهاية شهر مايو المقبل
ويؤكد الدبلوماسي العربي، أنه بعد تأجيلها مرتين متتاليتين بسبب جائحة كورونا، سوف يتحدد موعد عقد القمة خلال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، ومن المتوقع أن تعقد القمة العربية في الأسبوع الأخير من شهر مايو/ آيار المقبل.
وأوضح الدبلوماسي العربي للغد، أن تصريحات الأمين العام المساعد للجامعة العربية، قد كشفت عن أن الجزائر جاهزة لاستضافة القمة العربية، التي سيتحدد موعدها الجديد، بناء على التشاور بين الدولة المستضيفة وباقي الدول الأعضاء.. وأن التأجيل لفترة قصيرة لا تتجاوز 3 شهور جاء بسبب:
- أولا: مراعاة الظروف الصحية، التي فرضتها جائحة كورونا التي لا زالت تستدعي إجراءات احترازية.
- وثانيا : تحقيق المزيد من المشاورات من أجل لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من القادة العرب.
- وثالثا: منح فرصة اكبر للجهود العربية، من مشاورات وحوارات، من أجل تنقية الأجواء العربية، في إطار العمل من اجل مناخ يمهد للمصالحة العربية، وهو المناخ الذي سوف ينعكس على قرارات وتوصيات قمة الجزائر العربية.
سيناريوهات محتملة لعقد القمة العربية
ويرى محللون جزائريون، أن انعقاد القمة العربية المقبلة سيكون أمام 3 سيناريوهات ستشكل تحديا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية، خاصة بعد أن أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بأن بلاده تسعى لـ «قمة جامعة وشاملة».
- أولها عقد القمة في موعدها المحدد في شهر مارس/ آذار، ولكن لم يعد الموعد متاحا.. والسيناريو الثاني تأجيلها مرة أخرى لضمان التوافق العربي، حول عدد من القضايا الخلافية، أبرزها عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى الخلاف الجزائري- المغربي الذي ألقى بظلاله كذلك على مجمل القضايا الخلافية على الصعيد العربي.
- والسيناريو الثالث، فقد «يكون الأسوأ» بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية وهو نقل القمة العربية إلى بلد آخر بطلب من الجزائر، في حال «استشعرت» وجود مؤشرات على فشل القمة، مثل استمرار رفض بعض الدول العربية عودة سوريا، خصوصاً أن الجزائر من دعا ودافع من أجل عودة دمشق إلى الجامعة العربية..ومن يطرح السيناريو الثالث يستند إلى تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، التي أدلى بها الشهر الماضي ـ ديسمبر/كانون الأول ـ قائلا : «نريد من القمة العربية المقبلة أن تكون قمة جامعة شاملة ولن نكرس التفرقة العربية، إما تكون قمة جامعة وإما سيكون لنا نظرة أخرى، وكلاما آخر».
ملف المصالحة الفلسطينية
وإذا كانت القضية الفلسطينية تتصدر جدول اعمال القمم العربية، فإن الجزائر التي تستضيف القمة العربية العادية المقبلة الـ 31 تراهن على دورها في تنقية الأجواء العربية وتستضيف حاليا «المؤتمر الجامع» لكافة الفصائل الفلسطينية، وسط تساؤلات عن الأوراق التي تملكها الجزائر لإحداث اختراق إيجابي في هذا الملف المعقد.
يذكر أن الجزائر لم تتدخل في تحديد الأسماء التي تمثل كل فصيل فلسطيني، وتركت الأمر للفصائل ان تفوض عنها من تراه الأجدر بهذه المهمة. وكان كل وفد من الفصائل الفلسطينية قد حضر إلى الجزائر لوحده أولا وبشكل منفصل، حيث ترغب الجزائر بالاستماع إلى كل فصيل فلسطيني على حده وسماع وجهة نظره وتصوراته، على أن تحدد الخطوة التالية في ضوء النتائج.
تحركات جزائرية على مسار قضايا عربية وإقليمية
وتؤكد الدوائر السياسية في الجزائر، أن حكومة الرئيس عبد المجيد تبون تريد أن تلعب دورا أكثر نشاطا في قضايا عربية وإقليمية، وقد استهلت ذلك الدور العام الماضي باستضافة اجتماع «دول الجوار» لبحث حل للأزمة الليبية، ثم دخلت على خط أزمة سد النهضة بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى..وها هي الآن تستضيف حوارا جامعا للفصائل الفلسطينية، التي وصلت وفودها بالفعل إلى العاصمة الجزائرية.
- والتوجه الجزائري، عبر عنه الأمين العام المساعد ومدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، موضحا أن الجزائر سخرت إمكانيات «كبيرة وهائلة» من أجل إنجاح القمة العربية الـ31 وأن للجزائر دبلوماسية قوية وعريقة يمكن أن تساهم في تحقيق هدف المصالحة، ولم الشمل العربي.
كل الترتيبات جاهزة في الجزائر لاستضافة القمة العربية
وأكد حسام زكي، في نهاية الزيارة التي قام بها وفد الأمانة العامة للجامعة العربية إلى الجزائر للوقوف على الترتيبات الخاصة بالقمة العربية، أن «كل الترتيبات تقريبا جاهزة حيث تلقى وفد الجامعة العربية كل التسهيلات للوقوف على التحضيرات وتم برمجة لقاءات بممثلي اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية الجزائرية التي يرأسها رئيس الوزراء، واللجان الفرعية سواء فيما يخص التنقل والأمن و أمور السياحة والفندقة والإعلام، فضلا عن المركز الدولي للمؤتمرات، الذي وصفه بـ «المركز الضخم الذي يتوفر على إمكانيات هائلة، من شأنها أن تستقبل القمة بالشكل الذي يرضي الجميع».
الإعلان عن موعد عقد القمة العربية
وأوضح زكي أن تاريخ انعقاد القمة سيحدد بناء على التشاور بين الدولة المستضيفة وباقي الدول الأعضاء، وسيتم الإعلان عن موعد القمة خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المقرر عقده في مقر الأمانة العامة بالقاهرة في 9 مارس/ آذار المقبل، لافتا إلى أن «الأكيد أن القمة لن تكون قبل شهر رمضان الذي سيحل على الأمة الإسلامية في أبريل/ نيسان المقبل.
