جدل سياسي في لبنان حول «غياب واعتدال» التيار السنّي
بينما أُغلقت أبواب التّرشيحات وفتحت أبواب التّخمينات حول جدوى الاستحقاق النّيابيّ في هذا الوقت الضّائع من تاريخ لبنان والمنطقة والعالم أيضًا.. أصبحت التساؤلات الحائرة والقلقة داخل لبنان عن عزوف أقطاب الطّائفة السّنّيّة عن التّرشّح، مما يعني إختلالًا في ميزان التّوافق الوطنيّ بغياب كبرى الطّوائف المؤسّسة لدولة لبنان. والغياب عن التّأثير الحقيقيّ في المشهد السّياسيّ في ظلّ مرحلة حاسمة قد تكون مدخلًا لإعادة تشكيل النّظام أو ترميمه.
- بقي شهر ـ تقريبا ـ على موعد الانتخابات.. وخلال الشهر تبقى كلّ الاحتمالات مفتوحة.
«الغياب السياسي» للسنّة
ولكن ما هو مثير للجدل والتساؤلات في لبنان يدور حول «الغياب السياسي» للسنّة داخل المشهد اللبناني، وللمرة الأولى، بحسب الكاتب والمحلل السياسي سمير عطا الله، تبلغ عدوى الانقسام بأهل السنّة ما تتخذه اليوم. وقد كشف عزوف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، عن خوض الانتخابات عمق هذا الانقسام، أولاً في منزله، حيث أعلن شقيقه الأكبر خوض المعركة. ثم تزعم رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ـ وهو أحد أركان الإرث الحريري ـ جهة مضادة للعزوف والدعوة إلى عدم مقاطعة الانتخابات. وتزداد هذه الهوة اتساعاً، وقبله كان رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، قد أعلن انسحابه قبل إعلان الحريري..ولأسباب مختلفة، أعلن رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، أنه ليس مرشحاً.
- غير أن الأكثر قلقاً هو الأكثر جدة: إلى أين ينتهي الخلاف السني – السني، وكيف يتطور..سعد الحريري يريد مقاطعة الانتخابات، وفؤاد السنيورة يرى في ذلك خطأ مذهبياً ووطنياً. وثمة حيرة وانقباض في صفوف السنة العاديين. كذلك في أجواء دار الفتوى التي عادت إلى نشاطها الوطني بعد غياب طويل.
بلبلة سياسية
ويرى «عطا الله»، أن المسألة ربما تتحول إلى أكثر من مجرد بلبلة سياسية. ولا يعني ذلك العنف لأنه آخر الخيارات عند غالبية السنة. وإنما الضياع، وبالتالي الضعف، أكثر مما هو الحال الآن. لم يكونوا في حاجة إلى أزمة إضافية. أو بالأحرى أن تتخذ الأزمة العميقة القائمة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري هذا العمق الإضافي.
- وفي مقابل الاضطراب السني، تزداد القوى الأخرى تجمعاً. وقد يحول ذلك دون التغيير الذي كان متوقعاً من الانتخابات.
الانتخابات المقبلة انتخابات مصيرية
وبينما يؤكد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي،على أن استحقاق الانتخابات النيابية محطة هامة تتطلب المشاركة الفاعلة من السنّة كي يقرروا مصيرهم بأصواتهم، ويقطعوا الطريق على من يريدون اختراق التمثيل السني والوطني بممثلين نختلف وإياهم في الرؤية والهدف.
وقال ريفي خلال لقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن الوطن في خطر والانتخابات المقبلة انتخابات مصيرية وهي ليست من أجل نيل مقعد نيابي بل من أجل الإنقاذ، ونحن مكوّن أساسي في لبنان، نحن لبنانيون لبنانيون لبنانيون عرب، لا يمكن للمشروع الإيراني أن يجرنا إلى مشروع يناقض قناعتنا وعقيدتنا وهويتنا ومصالحنا، نحن طائفة أساسية لا نعرف الاستسلام ولا الإحباط ولا نستنكف عن أي استحقاق أو محطة وطنية، نحن جاهزون لأن نكون شركاء أساسيين إلى جانب مواطنينا اللبنانيين الآخرين.
- ويتحدث السياسيون اللبنانيون على الدوام عن «الاعتدال السني» عند وصفهم الطائفة السنية التي تشكل 28 في المئة من سكان البلاد، ويشكلون واحدة من أكبر الطوائف في لبنان
