شكري المبخوت لـ«الغد»: الرواية العربية أصبحت تعبر عن تنوع مجتمعاتنا
قال الأديب التونسي شكري المبخوت رئيس اللجنة المنظمة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، في تصريحات لـ«الغد»، إن كل الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة كانت مميزة وأن كل رواية كان بها نغمة خاصة مشيرًا إلى أن الرواية العربية أصبحت تعبر عن المجتمعات العربية في تنوعها، وأننا خرجنا من فكرة المجتمع العربي أو العالم العربي إلى مجتمعات محلية وخصائصها الأنثروبولوجية، فمن خلال هذه الأعمال نرى العرب متنوعين وهذا دور مهم تقوم به الروايات التي تكتب اليوم.
وحول حيثيات فوز رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» للكاتب الليبي محمد النعاس، أكد المبخوت أن هناك عدة مميزات اتسمت بها هذه الرواية، الميزة الأولى فنية، فرغم أن الكاتب شاب إلا أن لديه قدرات تدل على حرفية عالية في السرد، وجهد كبير في الكتابة، سرد يبدو بسيطا، واضحا، لكنه مشوق وسلس وعميق.
ويقول المبخوت: الجانب الثاني أن هذه الرواية تندرج في رأي اللجنة ضمن الأسئلة الثقافية الكونية، فأصبحت الرواية العربية تعالج واقعها وتطرح أيضًا قضايا كونية، فقضايا الجندر حاليا مطروحة دوليا وعالميا وجزء من الثقافة الجديدة التي تتشكل في العالم كله.
ويضيف، ميزة محمد النعاس في هذا العمل أنه لا يطرح القضية بطريقة نظرية وإنما يطرحها من خلال الوقائع اليومية التي ربما نعيشها جميعا بأشكال مختلفة ويضعنا في سياقات ووضعية روائية تجعلنا نندهش من أن هذا (العادي) الذي عشناه وتربينا عليه مستقر في أذهاننا يصبح مدعاة للتساؤل، وهذا من أسرار الروايات المهمة والكبيرة وأرى أنها رواية كبيرة تنبئ بميلاد روائي كبير.
ويرى المبخوت أن النعاس أمامه الآن فرصة استثنائية وهي الانتشار ليصبح كاتبا يخرج من محليته إلى أفق عربي أوسع مؤكدًا أن الجائزة تفيد الفائز لأنها تفتح له الباب لولوج ثقافات أخرى من خلال الترجمة، وأعتقد أن هذه الرواية حين تترجم سيكون لها وقع مهم لأن القاريء العالمي هو نفسه يعاني من هذه المشكلات التي تطرحها الرواية ولكن بتصورات أخرى، كما ستفتح له الباب لحضور المهرجانات الثقافية الكبرى في العالم مثل مهرجان برلين للأدب وهو من أهم المهرجانات، وفعاليات أخرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا كل هذا سيساهم بشكل أو بآخر في صنع مجد شخصي للكاتب، ويساهم أيضا في تعريف القاريء الآخر بثقافات أخرى وبما وصل إليه الأدب العربي.
وختم المبخوت تصريحاته قائلا أن هذه أول رواية ليبية تفوز بالجائزة، بعض الروايات الليبية في السابق وصلت إلى القائمة القصيرة على ما أذكر لكن لم يحالفها التوفيق، ويجب أن نلاحظ أن الجائزة والقائمين عليها لا ينظروا إلى جنسيات الكتاب،ولا إلى دور النشر ولا أية اعتبارات أخرى سوى جودة النص.
وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) فوز رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» للروائي الليبي محمد النعاس بالجائزة.
وقال شكري المبخوت رئيس لجنة تحكيم الجائزة إن اللجنة قررت بالإجماع فوز الرواية التي كتبت بلغة عربية حديثة بسيطة.
وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار، فيما حصل كل من المتنافسين الذين وصلوا للقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار لكل منهم.
وتنافس على الجائزة كل من طارق إمام من مصر بروايته ( ماكيت القاهرة)، والكويتي خالد النصر الله بروايته (الخط الأبيض من الليل)، وبشري خلفان بروايتها ( دلشاد)، و”يوميات روز” للكاتبة ريم الكمالي، و”خبز على طاولة الخال ميلاد” للكاتب محمد النعّاس، و”أسير البرتغاليين” للكاتب محسن الوكيلي.
