مع إعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خططاً لاستثمار 500 مليار دولار في مدينة “نيوم”، خلال مؤتمر استثمار دولي في العاصمة الرياض، بحضور 2500 شخصية من 60 دولة، باتت أنظار العالم تتجه إلى المنطقة الجغرافية التي سيُقام عليها المشروع الأضخم من نوعه، والذي يقدر له أن يستقطب استثمارات سعودية وعالمية بقيمة تزيد على نصف تريليون دولار.
#السعودية تطلق مشروع نيوم الاستثماري بدعم يصل إلى 500 مليار دولار
Gepostet von قناة الغد Alghad TV am Dienstag, 24. Oktober 2017
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن المشروع سيكون عبارة عن مركز تقني على مساحة 25 ألف كيلومتر مربع، ومتصل بمصر والأردن، ويتم الربط مع مصر والأردن عبر جسر على خليج العقبة.
وسيربط المشروع الضخم بين 3 قارات، كما سيوفر لموقعه الاستراتيجي أن يكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا، حيث تقع المنطقة شمال غرب السعودية، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومترا، وتحيط به من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر.
وقال الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة، في حوار تليفزيوني، إن المملكة ستبني «أكبر من سور الصين العظيم، ولكن بألواح شمسية»، مؤكدا أن كل عناصر النجاح موجودة في مشروع نيوم.
وتابع: أكبر عنصر لدينا في مشروع نيوم هو الإنسان السعودي، والشعب السعودي لديه دهاء وعزيمة جبارة، مستطردا: “نيوم موقع ومكان للحالمين بعالم جيد ومهم لمصادر الطاقة المختلفة، والشباب السعودي هو ركيزة المشروع، و70% من الشعب تحت 30 عاما”.
وتم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى، من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة، إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره، حيث يوفر المشروع لـ70% من سكان العالم من الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، وهذا ما يتيح إمكانية جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسية على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل.
ومن الأساسات التي يقوم عليها مشروع “نيوم” إطلالته على ساحل البحر الأحمر، الذي يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، والذي تمرُّ عبره قرابة 10% من حركة التجارة العالمية، وسيكون وجهة استثمار عالمية، ضمن المشاريع المتضمنة في رؤية السعودية 2030.
الانتهاء من المرحلة الأولى 2025
بدأ العمل بالفعل في مشروع “نيوم” من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين، كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسية، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ”نيوم” بحلول عام 2025.
من المقرر أن تخضع هذه المنطقة إلى أنظمة وتشريعات مستقلة وفق أفضل الممارسات العالمية، التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين، حيث سيكون المشروع مستقلاً عن أنظمة المملكة فيما عدا السيادية منها.
وسينمو تعداد السكان متأثراً بالتطورات المستقبلية، كالأتمتة والروبوتات، التي ستحد من الأيدي العاملة البشرية ذوي الأعمال الشاقة، وذلك سيزيد من وجود قوى عاملة عالية المهارة (كالأطباء وغيرهم) لشغل الوظائف ذات الطابع الاستراتيجي والإبداعي.
“نيوم”.. مستثناة من الضرائب وقوانين العمل
وسيكون المشروع منطقة خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية، كالضرائب والجمارك وقوانين العمل والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية، فيما عدا الأنظمة السيادية، كالقطاعات العسكرية والسياسة الخارجية والقرارات السيادية بحسب ما تراه حكومة المملكة مناسباً، ما سيتيح للمنطقة القدرة على تصنيع منتجات وتوفير خدمات بأسعار منافسة عالمياً.
مزايا للمستثمرين الدوليين
ستوفر هذه المنطقة الخاصة فرصاً جاذبة للمستثمرين، من أهمها الوصول إلى السوق السعودي بشكل مباشر أولاً، والأسواق العالمية ثانياً، كون المنطقة مركز ربط للقارات الثلاث، بالإضافة إلى البيئة التنظيمية التي تتيح لهم المشاركة في صياغة الأنظمة والتشريعات.
كما سيحظى أصحاب الأعمال والاستثمار بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف مشروع “نيوم”.
وقالت مؤسسة “مشاريع السعودية”، التي تعرف نفسها بأنها “المنصة الوحيدة المتخصصة في نشر أخبار ومعلومات المشاريع السعودية عبر حسابها الموثق على موقع تويتر، إن “جزيرتي تيران وصنافير السعودية ستكونان ضمن مشروع مدينة نيوم.
ووقعت الرياض والقاهرة اتفاقية لتعيين الحدود البحرية خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة في أبريل من العام الماضي، انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، ووافق مجلس النواب في يونيو الماضي على الاتفاقية.
