«ثورة تحولت إلى حرب أهلية».. هكذا يمكن وصف الثورة السورية في عامها السادس، الذي تجددت فيه التظاهرات في شوارع سوريا حاملة نفس المطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فيما يقف فيه العديد من أبناء سوريا على أبواب أوروبا بحثا عن ملجأ وملاذ من الضربات الجوية والعنف والتخريب الذي لحق ببلادهم.
وكغيرها من الدول التي شهدت ثورات «الربيع العربي»، سعت التظاهرات إلى تغيير حكومة استحوذت على السلطة لأكثر من 45 عاما، بعدما ورث بشار الحكم بعد وفاة أبيه حافظ الأسد عام 2000، إلا أن بشار كان أكثر إصرارا على البقاء في وجه مواطنيه، مفضلا القضاء على عدد كبير منهم بالبراميل المتفجرة والاستعانة بالغارات الروسية في ذلك، دون التخلي عن الحكم.
وتتزامن الذكرى الخامسة للثورة السورية، مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة السورية التي لا تزال تصر على أن الأسد «خط أحمر»، فيما تصر المعارضة على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لا وجود للأسد فيها، بالإضافة إلى تعديل دستور البلاد وإقامة انتخابات تشريعية برقابة أممية.
وانطلقت الثورة السورية في مثل هذا اليوم 15 مارس/آذار عام 2011، واجهتها الحكومة في البداية بالرصاص الحي والاعتقالات، وما لبثت أن تطورت آلات القتل والتدمير لتشمل الطائرات والدبابات والأسلحة الكيميائية، فيما تمر الذكرى الخامسة بحالة من الإحباط وسط فشل المجتمع الدولي لفرض حل للأزمة السورية، فضلا عن تمكن قوات الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية.
ربما تطرأ بعض التغيرات على مسار الثورة السورية في الوقت الحالي، بعد تشابك الأطراف وتعدد المصالح، ففضلا عن إسقاط نظام بشار الأسد، فإن سوريا انزلقت إلى منحدر آخر يتمثل بشكل أساسي في تفشي التنظيمات الجهادية الإرهابية على رأسها تنظيم داعش.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اقتراح روسي بـ «فيدرالية سورية» وهو ما قد يطرح على طاولة مفاوضات جنيف 3 المنعقدة حاليا، ويرفضه الشعب السوري.