يعد الأكراد المسلحون في سوريا والعراق أحد العناصر المؤثرة خلال الفترة الأخيرة في الصراع الذي تشهده البلدين التي أصبحت تحتوي على العديد من الفصائل المسلحة لكل منهما هدفا تختلف من ناحية العرق والنشأة ومنطقة الوجود، إلا أن الأكراد الذين يسعون منذ زمن بعيد لتكون لهم دولة موحدة سجلت لهم انتهاكات إنسانية وتجاوزات خلال العامين الماضيين تظهر وجهها الآخر الذي لا يقل سوءا عن التنظيمات المتشددة.
العراق
في العراق حققت قوات البيشمركة التابعة لحكومة كردستان العراق مكاسب على الأرض بفضل المعارك التي خاضتها كان آخرها السيطرة على مدينة سنجار بعد عملية عسكرية واسعة مع تنظيم “داعش” قبل شهرين، إلا أن ذلك لم يشفع لها ما كشفته منظمة العفو الدولية «أمنستي»، اليوم، الأربعاء، من جرائم انسانية في المناطق التي سيطرت عليها من داعش شمال البلاد.
واتهمت البيشمركة والميليشيات الكردية والتي تحدثت تقارير اخبارية عديدة عن دعم أمريكا لبعضهم عسكريا، بمحاولة تهجير السكان العرب، بتدمير آلاف المنازل بالجرافات بعد تفجيرها أو حرقها انتقاما مما تراه دعما من سكان للإرهابيين.
وأشارت المستشارة في المنظمة الحقوقية، دوناتيلا روفيرا، إلى أن جرائم البيشمركة من تهجير المدنيين بالقوة وتدمير منازلهم وممتلكاتهم بشكل عشوائي، بدون أي مبرر عسكري قد تقدر على أنها جرائم حرب، مضيفة أن أدلة تم جمعها تظهر عمليات تدمير في محافظات نينوى وكركوك وديالى، من جانب الأكراد المسلحين.
سوريا
وفي سوريا لم تسلم محافظة الرقة، التي تعيش ظروفا إنسانية صعبة للغاية بسبب غطرسة التنظيم الإرهابي داعش، مما تمارسه وحدات حماية الشعب الكردية الـ YPG بالمنطقة الشمالية من المحافظة، من انتهاكات مستمرة ضد المدنيين، ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتهجير للقرى والإعتقال التعسفي، وفرض حظر للتجول، واعتقال المئات من أبناء المنطقة دون تهم واضحة، حسبما أفاد موقع «الرقة تذبح في صمت» المعني نشطائه بتوثيق الجرائم الإنسانية في المدينة.
ويوضح الموقع في تقرير له نشر أمس، إن وحدات الـ YPG عمدت إلى فرض التجنيد الإجباري على أكراد المنطقة الشمالية، بشكل كامل، فيما مددت فترة التجنيد الإجباري للعرب في منطقة رأس العين بالحسكة لتكون تسعة أشهر بدلا من 6 أشهر، وتميز القوات العربية التي تعمل ضمن صفوف وحدات الـ YPG بلباس خاص.
وكانت قد خرجت تظاهرات للسكان في مناطق سيطرة الـ YPG تدين اختطاف أبناءهم وبناتهم القصر من أجل التجنيد، ولعل أبرز مثال على ذلك هي واقعه الاختطاف المعروفة للفتاة همرين عيدي (مواليد 1999) من منطقة عامودا بالحسكة العام الماضي حيث اكتشف فيما بعد تجنيدها من قبل وحدات حماية المرأة بالـ YPG.
