بعد 12 عاما على غزو العراق، لا تزال “قائمة الاعتذار” تسجل أسماء عدد من السياسيين والزعماء حول العالم تعبيرا عن ندمهم لتأييد غزو العراق عام 2003، انضم لها اليوم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
بلير اعترف أخيرا، في لقاء تليفزيوني أجرته قناة “CNN أوروبا”، اليوم الأحد، بندمه الشديد لمشاركة بلاده في الحرب على العراق بناء على ما سماه بـ “المعلومات الاستخباراتية المغلوطة”، ردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الحرب سببا رئيسيا في توسع ما يسمى الآن بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قائلا: “هناك نوع من الصحة في هذا الأمر”.
لم يكن بلير المسؤول الوحيد الذي اعتذر عن الدخول إلى المستنقع في العراق، فقد سبقه عدد من السياسيين الحاليين والسابقين، على رأسهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي اتخذ قرار الحرب بنفسه، فقال في لقاء تليفزيوني عام 2008: “يجب أن أعتذر عن أخطائي في فترتي الرئاسيتين، الحرب على العراق كانت خطأ فادحا”.
مايكل موريل الذي كان يشغل منصب مدير هيئة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA في عهد بوش، قال في حوار تليفزيوني في مايو/آيار الماضي: “لم يكن حديث ديك تشيني نائب الرئيس بوش حول تطوير العراق لأسلحة نووية صحيحا”، فسأله المحاور كريس ماثيوز: “لماذا تركتهم يذهبون إلى هناك إذا؟”، فأجاب: “لم تكن وظيفتي منعهم”.
بعد سنوات من الحرب، توالت الانتقادات والاعتذارات، ففي 2005 قال زعيم حزب الليبراليين البريطاني تشالز كينيدي إن الحرب كانت أكبر أخطاء إنجلترا من تأميم قناة السويس، على حد وصفه، بينما أكد وزير العدل في حكومة بلير 2003 اللورد تشارلز فولكنر في لقاء مع “BBC” يونيو/حزيران الماضي: كانت الحرب خطأ بالفعل، لم يكن على بريطانيا أن تذهب إلى العراق مطلقا”، وتبعه في ذلك وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، قائلا: “كانت أكبر أخطاء السياسة البريطانية”.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الأوفر حظا لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون التي كانت عضوا بالكونجرس وقتما صوتت تأييدا للحرب وإسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.
كلينتون التي رافقت جنودا أمريكيين إلى بغداد لتحيتهم بعد سقوط بغداد في 2003، وصفت الحرب الأمريكية على العراق في كتابها الذي يرصد قصة حياتها بـ “الخطأ الكبير”.
وزيرة الخارجية الأمريكية التي سبقت كلينتون للمنصب، مادلين أولبرايت، وصفت الحرب على العراق “بالكارثة الكبرى التي سيسجلها التاريخ الأمريكي”.
أما وزيرة خارجية الحرب كما يصفها البعض كونداليزا رايس، فقد سئلت في حوار متلفز عام 2010 عن رأيها في تورط واشنطن في الحرب على العراق فاعترفت أن إدارة بوش ارتكبت عدة أخطاء عسكرية وسياسية عقب هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001.
زعيم حزب العمال البريطاني الجديد، جيرمي كوربين، الذي تولى منصبه قبيل أيام، كان عضوا في البرلمان وقتما صوتت الغالبية النيابية على شراكة لندن لواشنطن في الحرب على العراق، قال في مؤتمر حاشد في سبتمبر/أيلول الماضي: “أعتذر بشدة عن موافقة حزبي على الحرب في العراق، إن الحزب تعلم الدرس ولن يكرره مرة أخرى مطلقا”.
لقاءات تلفزيونية وصحفية عدة سألت دونالد رامسفيلد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع الأمريكي وقت الحرب، وديك تشيني الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي وقتها حول ما إذا كانا نادمين عليها إلا أنهما لايزالان يصران: “لا اعتذار على اتخاذ القرار”.
