الفيلم المغربي «آدم» علاقات إنسانية وتساؤلات دون صراخ

كتب: رياض أبو عواد

يصور الفيلم المغربي «آدم» لمريم توزاني علاقات إنسانية بين ثلاثة أجيال من الإناث ترتقي تدريجيا دون ضجيج بمسار هادئ يطرح تساؤلات حول العديد من الإشكاليات الاجتماعية في المغرب والعالم العربي بسمة عامة.

فيلم «آدم» هو أول أفلام المخرجة مريم توزاني والفائز بمسابقة الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بالنجمة البرونزية وبجائزة أخرى من مؤسسة الفنان المصري الأمريكي مينا مسعود.

تدور أحداث الفيلم عن فتاة (نسرين الراضي)عاشت حياتها الجنسية الطبيعية فحملت ولم تحمل الرجل مسؤولية حملها بل اعتبرت ذلك مسؤوليتها ووجدت الحل أن تلجاء للمدينة فتضع حملها وترمي المولود وتعود إلى قريتها واهلها.

تتعرف خلال بحثها عن عمل في آخر مكان طرقت بابه على سيدة (لبنى ازبال) تقوم على تصنيع وبيع بعض الحلويات الخاصة بالإفطار عند المغاربة ولكنها تفشل أيضا فتنام في الشارع أمام شباك منزل المرأة التي أخذت تراقبها فرق قلبها ونزلت وأحضرتها لتنام فقط ليلتها وكان سبق ذلك علاقة طيبة بين طفلة صاحبة المنزل والجيل الصغير في الفيلم وبين الفتاة الريفية.

تتطور العلاقات بينهن تدريجيا خصوصا بين الطفلة والفتاة بعد أن بدأت الفتاة بتصينع نوع من الحلوى عليه إقبال كبير من قبل عملاء السيدة وخلال ذلك يبقى الرجل هو الحاضر الغائب الزوج الميت بالنسبة للسيدة والأب الميت للطفلة والرجل الذي أحبته الفتاة واسقطته من حياتها.

طبعا الفكرة قديمة جدا في السينما العربية التي تتطرق إلى فتاة حملت بدون زواج وما يترتب على ذلك من دراما تميل على الغالب إلى إدانة الفتاة التي فرطت في نفسها كما يحصل عادة.

ولكن في هذا الفيلم يتم التناول لهذه القضية بشكل مغاير تماما فلا مكان لمحاكمات أخلاقية لكن علاقة الأمومة في ظل غياب فكرة الخطيئة وعدم مناقشتها من الأساس بقدر اعتبارها جزء من الحياة.

ويشكل غياب الرجل في الكثير من مشاهد أساسا لطرح أسئلة فعلية ماذا تفعل الأمهات العازبات بغض النظر عن الأحكام الأخلاقية وماهي المسؤوليات الاجتماعية اتجاه فكرة الأمهات العازبات وتقبلهن كما هن دون أحكام أخلاقية جاهزة مع مساعدتهن على تجاوز الشؤون المعيشية اليومية والاعتراف أن الجنس جزء من الحياة وليس مبررا أن يكون دون منهج الشرعية الاجتماعية المرتكزة أساسا على تشريعات دينية تجاوزتها الحياة المعاصرة.

وهذا الإسقاط الذي يعيد الإنسان إلى طبيعته العادية دون أحكام مسبقة ودفع الفتاة إلى تسمية ابنها (ابن الخطيئة كما يشير البعض) آدم آب البشرية حسب الأسطورة الدينية في إطار من نسف لهذه الأسطورة وإعادة الإنسان إلى واقعيته الحقيقية التي لا ينفصل عنها الجنس إن كان زواجا أو خطيئة أو ما يمكن لك أن تسيمه لأن الإنسان له حقوقه في هذا المجتمع  حقوق لا يمكن تجاوزها بغض النظر عن التسميات.

والوصول إلى اسم آدم استغرق أهم مشاهد الفيلم مثل عدم رغبتها في إرضاع الطفل الوليد ولا إطلاق أي اسم عليه وتجهيز نفسها للالقاء به في أي مكان والعودة إلى قريتها ثم كيف تتغلب غريزة الأمومة تدريجيا من خلال تعرفها على نفسها من خلال جزء منها وليدها ومحاكمتها الأخلاقية لنفسها ثم سقوط هذه الفكرة تدريجيا فتبدأ بارضاعه وتعلن للطفلة وأمها إنها اسمته آدم بما يحمله الاسم من معنى.

وينتهي الفيلم وهي تخرج من البيت الذي احتضنها في قمة أزمتها وادى إلى تصالحها مع نفسها خصوصا وهي ترى علاقة الأم وابنتها اليتمية واستقبالهما الطفل بفرحة الحياة لا غضب الادانة الأخلاقية وبالتالي الابن هو الابن تحمل ابنها معها في اشارة الى انها قررت المواجهة كام عزباء في مجتمع يدين هذا النوع من الامومة في نوع من التحدي وبداية حياة جديدة لكليهما الام والوليد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]