مقتل 9 مدنيين في هجوم تركي شمال سوريا

قالت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم الجمعة، إنها قتلت 5 جنود أتراك في عمليات شنتها ردا على هجمات بطائرات مسيرة نفذتها تركيا على المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضافت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إن العمليات جرت أمس الخميس ضد قاعدتين عسكريتين تتمركز فيهما قوات تركية.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أكدت أن أنقرة ستستمر في ضرب أهداف للأكراد في سوريا والعراق.

وقال وزير الخارجية هاكان فيدان يوم الأربعاء إن جميع منشآت حزب العمال الكردستاني في العراق ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا «أهداف مشروعة».

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، مقتل 26 مسلحا كرديا في شمال سوريا، ردا على هجوم صاروخي على إحدى قواعدها العسكرية.

وأضافت أن قواتها شنت ضربات جوية بشكل منفصل ودمرت 30 هدفا للمسلحين الأكراد في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ.

كما أعلنت أنقرة أن طائرة مسيرة مسلحة فقدت في شمال شرق سوريا بسبب ما وصفته بتقييمات فنية مختلفة مع أطراف ثالثة على الأرض.

في غضون ذلك، استهدفت مسيرة تركية محطة السويدية للغاز والنفط في ديرك شمال شرقي سوريا.

وبذلك يرتفع عدد الضربات الجوية التركية خلال التصعيد التركي الأخير على مناطق قوات سوريا الديمقراطية، بعد تهديدات وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إلى 39 في مناطق (قسد)، أسفرت عن وقوع 10 قتلى وإصابة 6 آخرين.

توغلت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، بعمق في آخر معقل لرجال القبائل العربية الذين حملوا السلاح ضدهم في شرق سوريا.

وقال متحدث باسم «قسد» إنهم يأملون في إنهاء الاشتباكات التي استمرت طوال أيام هناك خلال «الساعات الأربع والعشرين القادمة».

وأدى القتال، الذي اندلع قبل ثمانية أيام في محافظة دير الزور الغنية بالنفط على طول نهر الفرات، إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا حتى الآن، بينهم العديد من المدنيين، وإصابة العشرات.

وتتمركز المئات من عناصر القوات الأميركية في شرق سوريا منذ عام 2015 للمساعدة في قتال عناصر تنظيم داعش الإرهابي.

وقعت أعمال العنف بين قوات سوريا الديمقراطية ضد رجال القبائل والحلفاء السابقين لمجموعات يقودها العرب معروفة باسم مجلس دير الزور العسكري، بعد اعتقال قائد الميليشيا، أحمد خبيل، المعروف باسم أبو خولة، الشهر الماضي، والذي تتهمه قوات سوريا الديمقراطية بارتكاب «جرائم وانتهاكات متعددة»، منها تهريب المخدرات.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد الشامي، لوكالة «أسوشيتدبرس»، إن «قسد قامت بتطهير ثلاث بلدات في المحافظة التي كانت الميليشيا تسيطر عليها في السابق»، وأضاف «ما تبقى هو (بلدة) ذيبان. نأمل في إنهاء التوترات هناك خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة».

كما ذكر أن التقديرات تشير إلى وجود نحو 100 مسلح في ذيبان، إلى جانب خلايا يشتبه أنها تابعة لداعش.

وقبل الاشتباكات الأخيرة كانت قسد ومجلس دير الزور العسكري حليفين في الحرب ضد داعش.

وانتقدت الحكومة السورية قوات «قسد» التي يقودها الأكراد، لتحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش ولتشكيلها ما تصفه السلطات بجيب يتمتع بالحكم الذاتي في شرق سوريا.

وفي الوقت نفسه، تصطدم تركيا وجماعات المعارضة المدعومة من تركيا في شمال غرب سوريا بشكل روتيني مع قوات سوريا الديمقراطية.

وتزعم أنقرة، أن قوات سوريا الديمقراطية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، الذي يقود تمردا داخل تركيا منذ عام 1984 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

دارت على مدار الأسبوع الماضي، اشتباكات دامية بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين ينتسبون للعشائر العربية في شمال شرقي سوريا.
والمواجهات كان مسرحها محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والتي يقطعها نهر الفرات، وتقع فيها أبرز حقول النفط السورية، وتقطنها غالبية عربية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للفرات التي انتزعتها إثر معارك عنيفة مع تنظيم داعش انتهت في 2019 بإعلان القضاء على التنظيم.
بينما يسيطر الجيش السوري على الضفة الغربية للفرات التي تشكل أيضا موطئ قدم لميليشيات تدعمها إيران.
كما توجد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في المنطقة، وخصوصًا في قاعدة في حقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز.
يشار إلى أن الوجود العسكري الأميركي في المناطق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية عرقل توسع الميليشيات التي تدعمها إيران.
ويقول مسؤولون، من قوات سوريا الديمقراطية إن هذه الميليشيات تستغل الخلافات الداخلية في المنطقة لبسط نطاق نفوذها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، اتهمت إيران والحكومة السورية بإرسال مسلحي العشائر العربية لخلق فوضى في شمال شرق سوري
وفي المقابل، يرى شيوخ العشائر العربية، إنهم حرموا من ثرواتهم النفطية بعدما وضعت قوات سوريا الديمقراطية يدها على أكبر آبار النفط السورية.
كما اشتكوا أيضًا مما وصفوه بالإهمال الذي تعاني منه مناطقهم مقابل الاهتمام بالمناطق الكردية.

وحول هذا الملف، تحدث لبرنامج «مدار الغد» كل من، محمود حبيب الناطق الرسمي باسم قوات الشمال الديمقراطي التابع لقوات سوريا الديمقراطية، ومحمد نادر العمري، الكاتب والباحث السياسي، وبكير أتاجان مدير معهد إسطنبول للفكر، ولورانس كورب مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، والعميد تركي الحسن الخبير العسكري .

قوات سوريا الديمقراطية للغد: تركيا والنظام الحاكم هم سبب الأزمات والصراعات داخل سوريا

لماذا توجه أصابع الاتهام إلى النظام الحاكم في سوريا بوقوفه وراء مواجهات دير الزور الحدودية؟

هل اشتباكات دير الزور تصب في صالح تجمع أستانا «إيران وتركيا وروسيا؟».. ولماذا؟

دبلوماسي أميريكي: واشنطن رفضت الانخراط بالحرب الأهلية السورية منذ البداية ودعمنا القوات الديمقراطية