«نفايات البلاستيك».. خطر يداهم حياة الإنسان والطبيعة
أصبحت “نفايات البلاستيك” خطرا يهدد حياة الإنسان والطبيعة بعد أن وصلت إلى نسب وبائية في ظل وجود 100 مليون طن في المحيطات.
تشير دراسات علمية إلى أن نسبة التلوث الناجمة عن استخدام المواد البلاستيكية ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام ألفين وخمسين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دولي لجمعها والتخلص الآمن منها.
وفي إطار العمل لتحقيق هذا الهدف ، توصلت مائة وثمانون دولة إلى اتفاق يهدف لخفض حاد في كميات مخلفات البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في المحيطات حول العالم، كمااتفقوا على تعديل الاتفاقية الخاصة بتجارة مخلفات البلاستيك .
ويمثل التلوث الناجم عن مخلفات البلاستيك، والمعروف بأنه مشكلة بيئية كبرى قلقا عالميا، وصل إلى نسب وبائية في ظل وجود نحو مئة مليون طن من البلاستيك حاليا في المحيطات. قبل نحو 70 عاما، ظهر البلاستيك وغزا حياة الإنسان مغيرا كل شئ فيها، ومازالت كل المنتجات البلاستيكية منذ بدء تصنيعه وحتى اليوم موجودة بصورة أو بأخرى، وقد بلغ إجمالي حجم البلاستيك الذي أنتج منذ بدء تصنيعه وحتى الآن 8.3 مليار طن، منها 3.6 مليار طن في صورة نفايات، 79% فقط من تلك النفايات مدفونة في أماكن التخلص من النفايات أو البيئة الطبيعية، طبقا لما أشارت إليه أبحاث علمية.
وتصل ملايين الأطنان من البلاستيك إلى الأنهار والبحار والمحيطات كل عام مما يؤدي إلى تلوثها ويعرض الحياة البحرية للخطر، حيث يؤكد العلماء أن عملية التحلل العضوي الحيوي الطبيعي لنفايات البلاستيك من الممكن أن تستغرق عقودا. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن المواد الكيميائية التي تتسرب من الأكياس والزجاجات التي تملأ البحارتتراوح مخاطرها ما بين نفوق الكائنات البحرية إلى انخفاض معدلات خصوبة الأسماك واختلال الهرمونات والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكر والسرطان لدى البشر.
وتتوقع بعض الدراسات زيادة نسبة التلوث إلى 3 أضعافها إلى 12 مليار طن بحلول عام 2050، في ظل تزايد الاستخدام لهذه المواد البلاستيكية، وعدم وجود نظام لجمع النفايات والتخلص الآمن منها، وعدم وجود بدائل أفضل، وثقافة استخدام الأنواع الأخرى من العبوات والأكياس غير منتشرة، كذلك فكرة إعادة جمع وتدوير هذه المخلفات لإنتاج مواد أخرى.
وفي مايو الماضي قالت الأمم المتحدة إن نحو 180 دولة توصلت إلى اتفاق يهدف لخفض حاد في كميات مخلفات البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في المحيطات حول العالم. واتفقت هذه الدول على تعديل اتفاقية بازل من أجل جعل التجارة العالمية في مخلفات البلاستيك أكثر شفافية وتنظيما مع ضمان أن يكون التعامل مع هذه المخلفات أكثر أمانا لصحة الإنسان وللبيئة.
