أحمد المصري يكتب: قطر حين تمول الإرهاب لعيون إيران

ما كشفته صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها الأخير المتضمن تسريبات اتصالات قطرية حول فك أسر مواطنين قطريين (أغلبهم من العائلة الحاكمة في الدوحة) في العراق من قبل جماعات إرهابية لا يمكن قراءته إلا بمنطق الدهشة من حجم هذا الاستخفاف القطري الهائل، لا بالشعوب والأوطان والسلام الإقليمي بل حتى استخفاف صانع القرار القطري بشعبه المغلوب على أمره أمام هذا الهدر الهائل للأموال القطرية.

حجم التضليل الذي تمارسه قطر عبر قنواتها الإعلامية على رأسها قناة “الجزيرة” والتي تدعي من خلالها أنها تقدم العون والمساعدات للشعب السوري المكلوم بدكتاتورية دمشق المتسلطة عليه، وتجار قضيته من مدعي المعارضة الممولين من الدوحة، لم تعد تلك التضليلات قابلة للبقاء أمام كل ما يتكشف من خفايا وكواليس الممارسات القطرية التي تحاول اللعب فيها بالسر وتحت الأرض وخارج أي تغطية.

صحيفة “واشنطن بوست” في  تقريرها الأخير والمشغول بعناية مهنية فائقة، حول الصفقة المشبوهة التي تم من خلالها تحرير الرهائن القطريين الذين تم اختطافهم في العراق، وقد حصلت الصحيفة على الرسائل النصية التي تعتبر جزء من مجموعة من الاتصالات الخاصة حول الرهائن، والتي تم تسجيلها من قبل حكومة أجنبية ـ حسب الصحيفة ـ وتم تزويدها للجهات التي قامت بتسريبها للصحيفة.

وتتضمن الاتصالات التي تم اعتراضها أيضًا محادثات الهاتف المحمول ورسائل البريد الصوتي والتي تم جمعها من رسائل البريد لأغراض التوثيق وتظهر الرسائل النصية المسربة أن قطر قامت بدفع مئات الملايين كفدية مقابل تحرير الرهائن القطريين، وأكدت الوثائق السرية أن القطريين كانوا على استعداد للدفع لهم أكثر.

وقد ارتفع المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن في بعض الأحيان إلى مليار دولار، إلا أن الوثائق لم تكشف بعد المبلغ النهائي الذي تم التوصل إليه في نهاية المفاوضات.

 وأظهرت الرسائل النصية كذلك أن قطر دفعت المبالغ لعدد من الميليشيات والجماعات الإرهابية، حيث كشفت الرسائل أن ستة من الميليشيات والحكومات الأجنبية تحركت للضغط على قطر بهدف الحصول على المال من الدوحة.

ومما كشفته الرسائل أن زايد بن سعيد الخيارين، سفير قطر في العراق وكبير المفاوضين في قضية تحرير الرهائن قال في إحدى الرسائل: “إن السوريين، وحزب الله بلبنان، وكتائب حزب الله في العراق، جميعهم يريدون المال”.

نحن أمام مجموعة حقائق لا يمكن بأي حال دحضها أو إخفاؤها تكشف حجم التورط القطري المستند إلى أموال القطريين في تمويل عمليات مشبوهة حتى لو كانت تحرير رهائن قطريين، طبعا كل أهميتهم تكمن أن من بينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة القطرية، ولولا وجودهم ربما كان الدم القطري أرخص من ذلك بكثير حسب حسابات السلطة في الدوحة.

تلك التسريبات تأتي أيضا في تزامن مع تصريحات السفير الروسي السابق في الدوحة الذي شهد على قناة “روسيا اليوم” شهادة تتطلب تحقيقا حقيقيا في ادعاءات الرجل الخطيرة وليس أقلها خطورة ما قاله بأن الشيخ المصري الإخواني يوسف القرضاوي كان يتصل أمامه بقناة “الجزيرة” ليغير في المحتوى الإخباري ويوجهه في أكبر عملية تضليل تاريخية في الإعلام العربي، وحديثه أيضا لنفس القناة بان رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، كشف له دور الدوحة في إسقاط نظام الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، ودورهم في مصر وسوريا.

وأشار السفير الروسي السابق بالدوحة، إلى أن قطر كانت المشارك الأكثر نشاطا فى إسقاط النظام الليبي، ليس لعيون الليبيين، ولكن لأنهم كانوا يأملون في الوصول لموارد النفط والغاز فى ليبيا، واكد السفير السابق أن حمد بن جاسم اعترف أيضا بمشاركة قطر عمليا في الإطاحة بالأنظمة العربية عبر تمويل وإعداد الإرهابيين.

وأكمل السفير فلاديمير تيتورينكو حديثه قائلا: “ذكر بن جاسم، فى 14 نوفمبر 2017، خلال حوار له مع BBC، أنهم أنفقوا 137 مليون دولار منذ بداية الحرب في سوريا، ودفعوا نفقات الحرس الجمهوري ورئيس الوزراء السوري، وأكد أيضا بمنتهى الصراحة لعبهم دورا كبيرا في تدمير سوريا واليمن ومصر، بتوجيه من أمريكا”.

القصة أكبر من رهائن قطريين “قادتهم هواية الصيد كما قيل” إلى الاختطاف، فالصيد الذي تحدث عنه وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر كان أكبر وبحجم أوطان وشعوب دفعت ثمن المراهقة القطرية والرهانات الخاطئة في تبني أجندات تيار الإخوان المسلمين فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من مستنقعات دم في الشرق الأوسط، كانت الدوحة فيه تمول كل البنادق ضد كل الصدور ليشفي غليل الإخوان وتقر عين القرضاوي وقياداته بكل هذا الدم.

*كاتب وصحفي مقيم في لندن

 qudsuk@gmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]