أغنى ملوك العالم يحتفل بميلاده الثامن والثمانين
عندما تتجول في مدن تايلاند وتصادفك صورة للملك “راما التاسع” عليك بالانحناء والسجود فورا، ولا يجوز أن تأتي سيرة الملك دون التعبير عن الخضوع والإجلال والتقديس لملك البلاد العظيم الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده في كرنفالات مهيبة على اتساع مملكة تايلاند في جنوب شرق آسيا.
ويحتفل التايلانديون اليوم بعيد ميلاد ملكهم الذي حطم الأرقام القياسية كأطول فترة قضاها ملك على عرشه حيث جلس على العرش رسميا يوم 9 يونيو 1946، إضافة إلى كونه أغنى ملك في العالم وفقا للقائمة التي صدرت في فبراير الماضي عن صحيفة “إلموند” الإسبانية، فملك تايلاند بوميبول أدوليادج المعروف براما التاسع، يمتلك 32 مليار دولار، ويعتبر بوميبول أدوليادج عميد الملوك في العالم، إذ إنه في الثامنة والثمانين من عمره، وتحرص السلطات التايلاندية عادة على القول إن ثروته هذه ليست شخصية كلها، وإنما يعود قسم كبير منها للدولة.
وتنتشر صور الملك بكثرة في جميع أنحاء تايلاند ، ونظرا لأن تايلاند لم يتم استعمارها من قبل أي دولة ، يكون يوم ميلاد الملك هو اليوم الوطني في البلاد.
في يوم 2 آذار/مارس 1935م تنازل الملك براجاد هيبوك “راما السابع” عن الملك لابن أخته أناندا ماهيدول ذي العشر سنوات، وانتقدَ في بيان تنحيه النظام الديمقراطي، فيما أكملَ حياته في بريطانيا حتى توفي في 30 أيار/مايو 1941م عن عمر 47 عاماً.
اللغز الغامض.. هل قتل بوميبول شقيقه من أجل السلطة؟
لم يتوج الملك الجديد أناندا ماهيدول رسميًا وحكم بالإنابة عنه مجلس من الأوصياء، وفي يوم 9 حزيران/يونيو 1946 أعلن ملك تايلاند الحالي بوميبول أدوليادج وفاة الملك أناندا ماهيدول “راما الثامن” حيث وجد في غرفة نومه مقتولا بالرصاص في القصر الكبير في بانكوك، وذلك قبل أربعة أيام فقط من سفرة المقرر إلي سويسرا لدراسة درجة الدكتواره في القانون من جامعة لوزان.
وتم الإعلان في الإذاعة في يوم 9 حزيران/يونيو أنه قتل بطريق الخطأ أثناء لعبه بمسدس. واعتبرت وفاة الملك لغزاً، وفي تشرين الأول/أكتوبر 1946 ذكرت لجنة التحقيق أن وفاة الملك لا يمكن أن تكون حادثاً عرضياً، وتشير أصابع الاتهام إلى بوميبول هو القاتل.
“راما التاسع” على العرش
عُيَّن الملك بوميبول أدولياديج في 9 حزيران/يونيو 1946 بعُمر 19 عامًا، وتُعتبر صلاحيات الملك الرسمي للبلاد محدودة، ويعود ذلك إلى الدستور الذي تم إقراره. بالإضافة إلى دوره السياسي يُعتَبر الملك حامي البوذية في تايلاند، ورمزًا للوحدة الوطنية.
يحظى الملك الحالي بشعبية كبيرة ويملك سلطة روحية قوية، يستعملها أحيانًا عند حدوث أزمات سياسية كبيرة. رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية، ويُعينه الملك من بين أعضاء الغرفة الثانية للبرلمان، وغالبًا ما يكون زعيمًا للحزب الذي يمكن أن يشكل أغلبية في الحكومة الائتلافية المتشكلة.
.