«إسماعيلوفا» الصحفية الاستقصائية .. 515 يوم في سجون أذربيجان
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو/آيار، وقع اختيار لجنة جائزة اليونسكو لحرية الصحافة، على الصحافية الأذرية خديجة اسماعيلوفا.
«تستحق خديجة اسماعيلوفا هذه الجائزة بجدارة، وأنا سعيدة لتقدير شجاعتها وكفاءتها المهنيّة» هكذا قالت ليليانا زوروفاك رئيسة اللجنة.
وتحمل الجائزة التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار أمريكيّ هذا الاسم تكريماً لجييرمو كانو إيسازا، وهو صحفي كولومبي اُغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوغوتا يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1986.
واسماعيلوفا تقبع في سجون بلادها منذ 515 يوما، بعد ان حكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف في سبتمبر/آيلول من العام 2015 بتهم «استغلال النفوذ والتهرب الضريبي».
هي واحدة من أشهر الصحافيات في أذربيجان، عملت كصحفية مستقلة، في عدة صحف ومواقع تدربت في موقع صوت أمريكا، كما ترأست موقع راديو أوروبا الحرة.
عرف عنها تحقيقاتها التي تكشف الفساد في أذربيجان، ووصل الأمر أنها كتبت عن فساد أسرة الرئيس إلهام علييف نفسه.
وفي عام 2010، كشفت إسماعيلوفا عن صفقات سرية حكومية في عدة مجالات مثل الاتصالات والبناء والتنجيم عن الذهب والفنادق ووسائل الإعلام وخدمات الطيران، وأدى ذلك لأن تحصل على جوائز دولية عدة وإشادة من وزارة الخارجية الأمريكية.
جوائز عديدة حصلت عليها الصحفية أهمها في 24 أكتوبر تشرين الأول 2012، تم منحها جائزة الشجاعة الصحفية، كما فازت بجائزة آنا بوليتكوفسكايا للإبلاغ عن الفساد.
ألقي القبض على الصحفية التي بلغت مؤخرا 39 عاما، وأودعت في السجن منذ ديسمبر كانون الأول عام 2014، وقالت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها إن سبب سجنها أن الثروات المنهوبة التي كشفت عنها كانت تخص الرئيس الأذربيجاني، وعائلته، حيث كشفت أن ألييف وعائلته استخدموا مناصبهم ونفوذهم في الحصول على ثروات طائلة من مال الشعب.
لكن علي حسنوف مدير قسم الشئون الاجتماعية والسياسية برئاسة الجمهورية الأذربيجانية قال لوكالة (أذرتاج) بإن اسماعيلوفا مشتبه بها في جريمة جنائية واضحة وتم اعتقالها بقرار من المحكمة.
وأكد أنه ليس هناك أي دافع سياسي وراء اعتقالها، مشددا على أن أذربيجان بصفتها دولة قانون وديمقراطية تضمن جميع الحريات بما فيها حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي بالكامل.
وقد تضمنت التهم الموجهة لإسماعيلوفا التهرب من الضرائب والاختلاس بجانب اتهامها بدفع أحد المواطنين للانتحار؛ واثبتت جميعا عدا الانتحار.
«السجن ليس نهاية الحياة، السجن لن يجبرني على الصمت، حتى لو سجنوني 15 أو 25 عامًا» هكذا صاحت عقب سجنها.
في مطلع العام الجاري، عرضت أمل كلوني المحامية في قضايا حقوق الإنسان، أن تتولي قضية إسماعيلوفا، وتجري المحامية الطعن في احتجاز اسماعيلوفا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وأوضحت كلوني أن تمديد الحبس الاحتياطي يشكل انتهاكًا للاتفاقية الأوروبية.
وتلقت كلوني بسبب ذلك موجه من الهجوم من قبل وسائل الأعلام الأذربيجانية، واتهموها أنها أرمانية الأصل -وهناك نزاع بين أرمينيا وأذربيجان بشأن أحد المناطق.