الألماني زفيريف ينسحب من نهائي رولان جاروس بسبب الإصابة

إذا استند الجدل حول لقب أفضل لاعب في تاريخ التنس على الإحصاءات فقط لحسمه نوفاك ديوكوفيتش بالفعل بعد الظفر بلقبه 23 بالبطولات الأربع الكبرى في منافسات فرنسا المفتوحة، أمس الأحد.

وتغلب اللاعب الصربي على كاسبر رود 7-6 و6-3 و7-5 ليكسر التعادل مع رافائيل نادال صاحب 22 لقبا بالبطولات الأربع الكبرى ووسع الفارق مع روجر فيدرر، المعتزل حاليا، والذي توقف رصيده عند 20 لقبا.

وهيمن الثلاثي على تنس الرجال في آخر عقدين بإجمالي 65 لقبا بالبطولات الأربع الكبرى، وتتباين الآراء بين محبيهم والمحللين حول أحقية أحدهم في لقب “الأعظم في التاريخ”.

لكن ديوكوفيتش يبدو آخر بطل صامد الآن من “الثلاثي الكبير” بعد انتهاء موسم نادال بسبب جراحة أعلى الفخذ، رغم أن اللاعب الصربي يقلل من هذا الشأن بعد تتويجه الأخير.

وأبلغ الصحفيين “لا أريد القول إنني الأعظم. هذا يقلل من احترام أبطال عظماء في كل عصر، كل بطل رائع في جيله ترك بصمة هائلة ومهد الطريق”.

وأضاف “سأترك هذه النقاشات لشخص آخر”.

ونال ديوكوفيتش البالغ عمره 36 عاما لقبه الأول في البطولات الأربع الكبرى في 2008 حين كان فيدرر يملك في جعبته بالفعل 13 لقبا وكان نادال يفرض هيمنة غير مسبوقة في الملاعب الرملية بباريس ويغزو أنواع الملاعب الأخرى.

وتابع ديوكوفيتش “لطالما قارنت نفسي بهما، أفضل منافسين في مسيرتي. قلت سابقا إنهما حددا هويتي كلاعب، كل النجاح الذي حققته ساهما فيه بطريقة ما، أعداد لا تحصى من ساعات التفكير في التغلب عليهما.

وأضاف “من المذهل معرفة أنني أتقدم على نادال بلقب واحد الآن، لكن في نفس الوقت كل شخص يكتب تاريخه الخاص، اعتقد أن كل شخص قطع رحلة متفردة لكن بالطبع نحن الثلاثة مع آندي (موراي) وصلنا إلى العصر الذهبي”.

وتضمنت قصة صعود ديوكوفيتش حصد ثلاثة ألقاب كبرى في 2011 وكرر ذلك بعد أربع سنوات ليحقق رقمين مزدوجين.

والتطور المستمر لديوكوفيتش دليل على صلابته الذهنية والبدنية بينما بدأ منافساه في الشعور بآثار العمر الطويل بالملاعب.

وأنهى فيدرر مسيرته العام الماضي في سن 41 بينما تعثر نادال (36 عاما) بدنيا هذا الموسم وعلى الأرجح سيكون عام 2024 الأخير له بالملاعب.

وفي المقابل ازداد ديوكوفيتش تحسنا مع تقدمه في العمر، وفوزه على رود مدد سلسلة انتصاراته في نهائيات البطولات الكبرى بعد سن الثلاثين بنتيجة 11-2.

وقال جوران إيفانيسيفيتش مدرب ديوكوفيتش إنه يأمل في عودة نادال للفوز بلقب كبير آخر، لكن لا شك أن اللاعب الصربي سيحصد المزيد من الألقاب ليثبت قدميه على القمة.

حجزت إيجا شيانتيك حاملة اللقب مقعدا في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس للمرة الثالثة في أربع سنوات بفوزها 6-2 و7-6 على البرازيلية بياتريس حداد مايا، اليوم الخميس.

وعانت المصنفة الأولى عالميا في المجموعة الثانية لكنها قدمت أداء قويا في الشوط الفاصل لتتفوق على اللاعبة البرازيلية وتحدد موعدا في النهائي مع التشيكية غير المصنفة كارولينا موخوفا بعد، غد السبت.

وستحتفظ شيانتيك، التي فازت باللقب العام الماضي وفي 2020، بصدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات بعد خروج أرينا سبالينكا لاعبة وبيلاروسيا والمصنفة الثانية عالميا من البطولة في وقت سابق اليوم.

وعلى نحو غير معتاد، بدت على شيانتيك امارات الإحباط لكنها تمكنت من الحفاظ على هدوئها في الوقت المناسب لتحسم المواجهة.

وكانت حداد مايا، المصنفة 14 في البطولة والتي تأثرت مسيرتها بإصابات متعددة وعقوبة الإيقاف لمدة عشرة أشهر بسبب المنشطات في 2019-2020، قد احتكمت إلى مجموعة ثالثة فاصلة في أربع مباريات على التوالي في طريقها إلى قبل النهائي لكن شيانتيك حسمت المباراة في اثنتين.

وتجاوزت مباريات شيانتيك السابقة أكثر بقليل من ساعة واحدة للمباراة الواحدة، بينما أمضت حداد مايا نحو 13 ساعة في الملعب.

وبعدما تلاعبت بها شيانتيك يمينا ويسارا، اعتمدت اللاعبة البرازيلية على قوتها في مواجهة اللاعبة البولندية.

وكسرت حداد مايا ارسال منافساتها في الشوط الافتتاحي بالمباراة التي أقيمت فيليب شاترييه.

وردت شيانتيك الكسر مباشرة لتتعادل 1-1 وكسرت إرسال منافستها مجددا لتتقدم 4-2 عندما أخفقت اللاعبة البرازيلية في تنفيذ ضربة ساقطة لم تتخط الشبكة وحسمت المجموعة الأولى بعدما كسرت إرسال منافستها من جديد.

وبدا أن شيانتيك في طريقها لتحقيق فوز سهل لكن حداد مايا كان لها رأي آخر.

ورفعت اللاعبة البرازيلية من مستواها وكانت ندا لشيانتيك وحصلت على فرصتين للكسر في الشوط التاسع بفضل ضربة أمامية رائعة بمحاذاة الخط.

لكن شيانتيك أنقذت الموقف بإرسالين قويين ونجحت في إنقاذ فرصة ثالثة قبل أن تتمكن من الفوز بشوط إرسالها لينتقل الضغط إلى حداد مايا التي كانت ترسل للبقاء في المباراة.

وحافظت كلتا اللاعبتين على الإرسال بعدها لتتوجه المباراة إلى شوط فاصل أهدرت فيه اللاعبة البرازيلية فرصة للفوز بالمجموعة عندما لعبت ضربة خلفية في الشبكة.

وحصلت شيانتيك على أول فرصة لحسم المباراة بعد ضربة خلفية قوية لكن منافستها أنقذت الفرصة بضربة أمامية قوية. ونجحت اللاعبة البولندية في الفوز بالمباراة في الفرصة الثانية التي سنحت لها لترفع قبضتها عاليا.

أصيبت البرازيلية بياتريس حداد مايا بالذهول بعد فوزها في دور الثمانية لبطولة فرنسا المفتوحة للتنس على المصنفة السابعة أنس جابر أمس الأربعاء، وأرجعت الفضل في ذلك إلى صبرها في تحقيق أكبر فوز في مسيرتها.

وحولت اللاعبة البالغ عمرها 27 عاما تأخرها بمجموعة للفوز بالشوط الفاصل في المجموعة الثانية قبل أن تحسم الثالثة لتحقق الفوز 3-6 و7-6 و6-1 وتتأهل لأول مرة لقبل النهائي حيث تلتقي مع المصنفة الأولى عالميا إيجا شيانتيك.

وقالت المصنف 14 عالميا “أعتقد أن مباراة التنس مثل الماراثون. إنها ليست سباق 100 متر عدو. أعتقد أن إحدى صفاتي هي أنني أنتظر وصبورة للغاية ولا أستسلم أبدا.

“لذلك أنتظر اللحظة لأنني أعلم أن مستواي مرتفع. لذلك حتى إذا لم ألعب بشكل جيد أو حتى إذا فقدت بضع الضربات في لحظة واحدة، سيظهر التنس، وسأحظى بفرصتي”.

وبدا أنها في طريقها للخروج من البطولة بعد المجموعة الأولى لكنها رفضت الانهيار في الثانية وانتفضت لتصبح أول برازيلية منذ ماريا بوينو في 1968 تصل إلى الدور قبل النهائي في بطولة كبرى وأول لاعبة من بلدها تصعد للدور قبل النهائي في رولان جاروس منذ بداية عصر الاحتراف.

وقالت “لم أفكر في القيام بذلك. أتيت إلى رولان جاروس وكان هدفي الأول بلوغ الدور الثالث. لم أفز أبدا قبل الدور الثاني في إحدى البطولات الكبرى. أعلم أن الهدف يجب أن يكون حقيقيا”.

وبعد فوزها بالمباراة، وضعت حداد مايا يديها على رأسها ونظرت حولها في حالة من عدم التصديق.

وقالت “عندما انتهت المباراة، نظرت إلى فريقي المعاون وقلت، لقد فعلنا ذلك. أتذكر عندما فزت في الدور الثالث، قلت حسنا، الآن وصلت إلى هدف آخر”.

والصبر ليس سمة جديدة للاعبة البرازيلية الذي توقفت مسيرتها عدة مرات بسبب الإصابات.