د. أيمن سمير يكتب: القمة الأمريكية العربية في القاهرة

د.أيمن سمير

من الأدبيات التي شكلت مسار العلاقات العربية الأمريكية خلال الآونة الأخيرة أن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد باللقاء والاجتماع مع الكتل السياسية في العالم، سواء بشكل فردي أو جماعي مثل الإتحاد الأوربي وحلف الناتو والآسيان وغيرها، وخلال السنوات الماضية حرص أي رئيس أمريكي جديد على التواصل مع العالم العربي من خلال خطاب مشترك أو حتى عقد قمة تجمعه مع  الدول العربية، ففي عام 2009 جاء الرئيس أوباما ليلقي خطابه الشهير من جامعة القاهرة إلى الشعوب العربية والإسلامية، كما أن أول جولة للرئيس ترامب للخارج بعد دخوله البيت الأبيض كانت للرياض لحضور القمة الأمريكية العربية الإسلامية في مايو من عام 2017، وكان الهدف من خطاب أوباما أو قمة ترامب هو صياغة رؤية مشتركة للعلاقات العربية من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى، فماذا عن القمة العربية الأمريكية في القاهرة؟.. وما هو شكل الاختلاف عن خطاب أوباما وقمة ترامب؟.

 المبادرة ورد الفعل

جرت العادة أن الولايات المتحدة هي التي تطلب عقد مثل هذه القمم، والدول العربية هي التي تستجيب، فإدارة أوباما كانت تفاضل بين القاهرة وجاكرتا لتوجيه خطاب للعالم العربي والإسلامي، وفي النهاية اختارت جامعة القاهرة، بينما اختار ترامب الرياض لعقد القمة مع 54 زعيماً عربياً وإسلامياً، وهكذا باتت القاهرة والرياض تتناوب على استضافة أي خطاب أو رؤية للرئيس الأمريكي الجديد نحو الشعوب العربية.

ومن هذا المنطلق أقترح أن تكون القاهرة هي مكان انعقاد القمة الأمريكية العربية الإسلامية القادمة بعد أن كانت القمة الأخيرة في الرياض، وهذه القمة التي أقترحها لم يتحدث عنها البيت الأبيض أو الدول العربية حتى الآن، وربما إدارة بايدن لن تفكر في تكرار هذه العادة السياسية، ومن هنا أقترح على الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات أن تبلور طلباً مشتركاً مع الجامعة العربية، وتقدمه للإدارة الأمريكية لعقد قمة عربية أمريكية، على أن يتناول هذا المقترح للإدارة الأمريكية المحاور الآتية:

1-أن يتضمن طلب عقد القمة مع الولايات المتحدة “رؤية تفصيلية”  لما يريده العرب، فليس صحيحاً أن الإدارة الأمريكية الحالية أو السابقة كان لديها تصور مسبق ومتفق عليه بين كل المؤسسات الأمريكية حيال كل القضايا العربية، هذا الأمر من الأخطاء الشائعة عن السياسة الأمريكية، كل إدارة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية تتمنى أن ترى تصورا ورؤية من الدول العربية، وحتى الآن ما زالت إدارة الرئيس بايدن تتلمس الطريق نحو التعامل مع قضايا الإقليم العربي، ومن الخطأ الشديد الاعتقاد أن الولايات المتحدة لديها “طبخات سياسية” جاهزة لكل القضايا والملفات، فكل ما هو معلن حتى الآن مجرد خطوط عريضة يمكن الأخذ والرد فيها.

2- مجرد أن الدول العربية هي التي ستطلب عقد القمة سيؤكد هذا لساكن البيت الأبيض أن الدول العربية انتقلت من “مربع رد الفعل” إلى خانة “المبادرة والمبادءة”، وهذا يحقق مصالح الدول العربية والولايات المتحدة معاً.

3- ضرورة صياغة خطط تفصيلية عن كل الملفات والشواغل التي تهم المواطن العربي، فإذا كانت الولايات المتحدة تطبق اليوم رؤية أنتوني بلينكن وجيك سوليفان وهما من أصغر فريق أوباما فإن الدول العربية تستطيع أن تغير في البنية الفكرية والسياسية التي تتبناها الإدارة الجديدة عن طريق الإقناع والموقف العربي الموحد.

4- سيدرك الرئيس بايدن أن العالم العربي اختلف عما كان عليه عندما كان نائب رئيس، فعندما تبادر الدول العربية بطلب لعقد القمة العربية الأمريكية، ثم تبادر بطرح تصورها الخاص لكل قضية سيكون التعامل الأمريكي مختلفا شكلاً وموضوعاً مع احتياجات العالم العربي.

5- الاتصال بالبيت الأبيض يجب أن يبدأ من اليوم، وإعداد التصور العربي حول كل ملف ينبغي العمل عليه بين كل الدول العربية من الآن.

6- يتطلب نجاح القمة بالنسبة للإقليم العربي وقوف الدول العربية وراء أي ملف تطرحه هذه الدولة أو تلك، فيجب أن يكون طلب الدول الخليجية مثلاً بالمشاركة في أي اجتماعات جديدة تتعلق بالملف النووي الإيراني مدعوماً من الجميع، كما أن مطالب مصر والسودان في مياه النيل يجب أن يراها بايدن بأنها مطالب لكل الدول العربية.

7-لا ينبغي للدول العربية أن تقدم رؤيتها للحل فقط، لكن يجب أن تقدم “آلية واضحة” لتنفيذ مثل هذه الحلول، فالإدارة الأمريكية الجديدة تهتم بمناطق ومشاكل أخرى تراها أهم بكثير من المنطقة العربية مثل العلاقات مع الصين وروسيا وجنوب شرق آسيا، ولهذا فإن تقديم الحلول والآليات سيساهم بشكل كبير في أن تكون المواقف الأمريكية قريبة على الأقل من الرؤية العربية.

8-أقترح أن تكون هذه القمة في شهر يونيو أو يوليو القادمين، فكل المؤشرات تشير إلى أن العالم سيبدأ في التعافي في هذا التوقيت، ويمكن أن تكون القمة حضورياً وليس عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]