علي الصراف يكتب: السعودية والنفاق الألماني

علي الصراف

تخطى وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، حاجز التلميح الى القول الصريح، عندما أعلن أن السعودية ليست بحاجة الى سلاح ألماني.

تقول ألمانيا إنها تفرض حظرا على صادرات السلاح الى السعودية بسبب حرب اليمن.

فهل هذا يعني أن ألمانيا تصنع أسلحة، لكي تستخدمها الدول التي تشتريها في مهرجانات زراعة الورد؟

ربما. ولكن الواقع أبعد من ذلك، وأخشن.

السعودية لا تريد للحرب في اليمن أن تستمر. وهي تبذل الكثير من أجل استعادة الاستقرار الى تلك البلاد، وبذلت أكثر في توفير المعونات والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، حتى أن القسط الأعظم من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة لكل الشعب اليمني يجري تمويلها من جانب السعودية. وهو ما لم تقم به ألمانيا التي تحاول أن تُظهر حرصا إنسانيا، زائفا.

كلام جميل من دون أفعال حقيقية على الجانب الإنساني للأزمة، شيء يشبه صندوق مساعدات يصل فارغا.

هناك أزمة نشأت في اليمن من جراء انقلاب نفذته جماعة هامشية ضد السلطة الشرعية. هذا الانقلاب أسفر عن مواجهات مسلحة داخل البلاد قبل أن يمتد الى خارجها. وكانت تلك المواجهات تعني حربا أهلية ما كان بوسعها أن تسفر إلا عن الكثير من الآلام لملايين اليمنيين.

السعودية مدت يد العون للسلطة المعترف بها دوليا. وهو أمر لا يتعدى حدود العلاقات المنطقية بين الدول ذات المصالح المشتركة.

الأمن في اليمن، قضية إقليمية، وليس قضية داخلية. على الأقل لأن العلاقات التاريخية المفتوحة على امتداد عشرات القرون، جعلت اليمنيين جزءا من شعوب دول المنطقة. وما كان بوسع أحد أن يُغلق على اليمنيين الأبواب. لا توجد أبواب أصلا. التاريخ حطمها من قبل أن تنشأ.

وعندما أصبح الانقلاب الحوثي تهديدا مباشرا للسعودية، بسلسلة متصلة من الأعمال العدوانية، قبل الانقلاب وبعده، فقد أصبح التدخل خيارا لا مفر منه.

فالسعودية تتلقى كل يوم تقريبا هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة من جانب الانقلابيين. ماذا كانت ألمانيا ستفعل، حتى وهي دولة لا تزمع أن تخوض حروبا، لو أنها تعرضت لما تتعرض له السعودية كل يوم؟ هل كانت ستظل مكتوفة الأيدي؟

جماعة الحوثي، بكل ارتباطاتها المعروفة مع إيران، ومنهجها المتطرف الذي لا يختلف عن المنهج الذي تحظره ألمانيا نفسها، لو أنها حققت لنفسها نصرا على حساب الغالبية العظمى من الشعب اليمني، فماذا كان ذلك سيعني بالنسبة للحقوق والحريات، ولقيم العدالة والمساواة والأمن والاستقرار؟

ما تمارسه هذه الجماعة من أعمال قتل واغتيال واعتقالات تعسفية يقول ما يكفي عن الغلبة التي تحاول جماعة الحوثي أن تفرضها على اليمنيين. واليمن تحول تحت سلطتهم الى جحيم حقيقي ليس لليمنيين وحدهم، وإنما لكل دول الجوار.

وهل المنطقة ناقصة إيران أخرى، أو تابعا جديدا لإيران؟

الحوثي يتلقى الدعم العسكري المباشر من إيران، لهدف رئيسي واحد، هو الاعتداء على السعودية. ولأن المسؤولين الإيرانيين أجبن من أن يخوضوا حربا مباشرة، فقد وكّلوا عملاءهم للقيام بها.

ولقد تجرأ الحوثيون على الزعم أنهم هم الذين قصفوا منشآت أرامكو. وبرغم أن الأدلة كلها كانت تشير الى إيران، إلا أن التبرع بحمل المسؤولية كان له معناه. والمعنى هو أن هذه الجماعة تحارب بالنيابة عن إيران، وتريد أن تتحمل العواقب. وهو ما يعني أنها مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل خدمة الذين يستخدمونها كأداة للجريمة.

برلين لا تريد أن تفهم المعنى. وتستغبي نفسها مع الحقيقة، وتحاول أن الا ترى الواقع. وبعد كل ذلك تجرؤ على الافتراض أنها تقف على الضفة الأخلاقية المرتفعة عندما تقول إنها لا تريد أن تبيع سلاحا للسعودية.

كان يمكن للجبير أن يقول لألمانيا: “تفضلوا حلّوها. وبدلا من تقديم محاضرات أخلاقية لا قيمة فيها، تعالوا لتشاركوا في وقف الاعتداءات التي تتعرض لها السعودية. ولسوف نرى إن كنتم تستطيعون ذلك دون استخدام أي سلاح”.

تعرف ألمانيا أنها سوف تفشل. ولسوف تعرف حينها أن الحقائق حقائق. وأن الاعتداءات التي تُشن بالصواريخ والطائرات المسيرة، لا يمكن مواجهتها بالورود.

سخف أخلاقي مثل هذا لا وجود له على سطح الأرض أصلا. وهو غير صحيح من الأساس في التعامل مع مليشيات عقائدية متطرفة.

السلاح موجود في كل مكان، على أي حال. ويمكن الحصول عليه. وتملك السعودية أن تحدد فيه المواصفات التي تشاء. وألمانيا لا تبيع السلاح من أجل حفلات كريسماس. إنها تبيع السلاح من أجل المال. وتبيعه لمن يشعرون بالحاجة إليه كسلاح، وليس كألعاب نارية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]