بدر الدين عرودكي: نجيب محفوظ ظاهرة استثنائية إبداعا وتأثيرا

يرى الكاتب السوري بدر الدين عرودكي أن أعمالا أدبية عربية متواضعة المستوى تترجم إلى الفرنسية، لأنها تقدم نموذجا عن صورة نمطية تكونت في الوعي الغربي عن شخصية العربي، لكن الغرب أيضا أولى اهتماما كبيرا بأعمال أدباء عرب مرموقين في مقدمتهم نجيب محفوظ، الذي يعتبره «ظاهرة استثنائية» في الأدب العربي.

ويقول إن ما يحكم ترجمة الأدب العربي إلى الغرب بصورة عامة، هو أن يكون النجاح التجاري «شبه مضمون»، لأن دور النشر مؤسسات تجارية تعمل وفق قانون العرض والطلب، ما لم تحصل على مساعدات حكومية أو غير حكومية.

2013040413650647870

وفي مقابلة مع رويترز قال عرودكي المقيم في فرنسا إن محفوظ «ظاهرة استثنائية في أدبنا الروائي العربي تشبه في فرادتها ظواهر روائية غربية» مثل بلزاك وإميل زولا في فرنسا، ودستويفسكي وتولستوي في روسيا، وأرجع ذلك لأسباب منها أنه خط لنفسه منهجا في الكتابة لا يثنيه عنه شيء، كما لم يكن رجل علاقات عامة فيروج لرواياته شأن كثير من الروائيين، بمن فيهم بعض الكبار في العالم العربي وخارجه.

وأضاف أن ترجمة روايات محفوظ إلى الفرنسية بدأت قبل حصوله على جائزة نوبل، حيث نشرت «بين القصرين» الجزء الأول من الثلاثية في 1985، لأربعة آلاف نسخة نفدت خلال أشهر، فاضطرت دار النشر إلى طرح طبعات أخرى.

2

وأوضح أن «بين القصرين» حظيت بما لم تحظ به رواية جابرييل جارسيا ماركيز «مائة عام من العزلة» عندما ترجمت إلى الفرنسية. ويرى عرودكي أن جائزة محفوظ «أتت في الوقت المناسب لا لخلق الحركة بل لزيادة سرعتها أضعافا مضاعفة»، إذ يكون النجاح الجماهيري لرواية مترجمة «إشارة إلى أن الطريق إلى انتشار الأدب العربي الحديث باللغات الأخرى ممكن التحقيق».

ويقول إن ما ترجم من أعمال روائية عربية إلى الفرنسية خلال ثلاثين سنة لقي اهتماما نقديا ومعرفيا وفنيا، كما حظيت أيضا روايات صنع الله إبراهيم والغيطاني بمراجعات نقدية مهمة في مختلف الصحف الفرنسية. ولا يرى عرودكي في ندرة السير الذاتية لدى الكتاب العرب ما ينتقص من مكانتهم «فالأعمال الأدبية التي يتركها الروائي أو الشاعر وراءه هي أجمل وأصدق وأعمق سيرة ذاتية تنبئنا عنه لو أنعمنا النظر فيها من هذه الزاوية مليا».

ويسجل أن أول من اهتم بالأدب العربي الحديث في فرنسا «منشورات سوي»، حين كان على رأسها ميشيل شودكيفيتش أحد أبرز المختصين الفرنسيين في أعمال المتصوف ابن عربي، وكان سوي وراء نشر ثلاثة مجلدات تضمنت مختارات عربية معاصرة في بداية الستينيات، وكانت «المدخل باللغة الفرنسية إلى الأدب العربي المعاصر، الذي لم يكن معروفا ولا موضع اهتمام من قبل الجامعة الفرنسية».

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

وقال الكاتب السوري إنه إلى جانب قانون العرض والطلب توجد أيضا ذائقة المترجم، فمثلا جان فرنسوا فوركاد ترجم رواية «الزيني بركات» لجمال الغيطاني؛ «لأنه أحبها» ونشرها لدى شودكيفيتش في «منشورات سوي».

وأضاف أن السائد حتى الآن في الغالبية العظمى من الكتب العربية المترجمة إلى الفرنسية، هو تلقي دور النشر دعما ماليا من وزارة الخارجية الفرنسية، بناء على مقترحات من مديري المراكز الثقافية الفرنسية في بلدان عربية، ولا سيما في مصر ولبنان «ولا يقدم هذا الدعم المالي إلا لروايات أو كتب يتم اختيارها من قبل هذه المراكز، أو توافق عليها عند تلقيها اقتراحات بها من قبل دار النشر الفرنسية».

وقال «القاعدة هنا: من يدفع هو من يختار. ولا بد من التذكير والإشارة إلى أن ترجمة أوائل روايات نجيب محفوظ، أو إميل حبيبي على سبيل المثال لم تتم إلا بفضل الدعم المادي للناشر، الذي قدمه معهد العالم العربي بباريس». وتابع قائلا إن أعمالا متواضعة فنيا تترجم لأنها تقدم «الصورة النمطية التي تكونت في الوعي الغربي عن العربي».

وترجم عرودكي من الفرنسية أكثر من 25 كتابا في علم الاجتماع والتاريخ والفكر الأدبي، ونشرت بدمشق وبيروت والدار البيضاء والقاهرة، منها «الآخر مثلي» لجوزيه ساراماجو، و«العدو الأمريكي .. أصول النزعة الفرنسية المعادية لأمريكا» لفيليب روجيه، و«روح الإرهاب» لجان بودريار، وثلاثية حول فن الرواية لميلان كونديرا و«الإمبراطوريات الجديدة: هل هي نهاية الديمقراطية؟» لآن سالمون، و«لا بد من قتل شاتوبريان» لدومينيك بوديس، و«أم كلثوم: الهرم الرابع» و«معك» لسوزان طه حسين.

34

وعن حماسته لترجمة كتاب «معك» يقول إن سوزان طه حسين «كان من الضروري أن تكتب هذا الكتاب كي نعيش معها قصة حب استثنائية في القرن العشرين، وفي عالمنا العربي تحديدا .. كانت «الترجمة» انعكاسا عفويا لأسلوب سلس عميق الدلالات غني الإشارات لامرأة عاشقة لم يتوقف حبها يوما» لعميد الأدب العربي طوال أكثر من 50 عاما.وكان عرودكي مديرا للعلاقات الثقافية في معهد العالم العربي بباريس حين حصل محفوظ على جائزة نوبل للآداب عام 1988.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]