توقعات بـ«انفجار حقيقي» في أسواق النفط والدولار
يترقب خبراء المال والطاقة متغيرات وصفت بـ «التاريخية» حال تحققها، في أسواق النفط والدولار، وفي إشارة إلى توجهات تحت الدراسة والتنفيذ، بالتحول إلى عملات «اليوان الصيني، والروبية الهندية، والروبل الروسي» بدلا من الدولار الأمريكي في تعاملات سوق النفط، وهو التوجه المتوقع قريبا من قبل مؤسسات نفطية كبرى في دول ذات ثقل داخل أسواق النفط والغاز الدوليين.
إضعاف هيمنة الدولار في سوق النفط
التوقعات المرتقبة داخل المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية، جاءت عقب تقارير إعلامية نشرت في واشنطن وبكين ولندن، عن أن السعودية تدرس «حاليا» استخدام العملة الوطنية الصينية «اليوان» لتسوية صفقات نفطية مع الصين، وتناولت التقارير ـ أيضا ـ الحوار بين روسيا والهند حول إنشاء آلية دفع تجارية بالروبية الهندية والروبل الروسي.
- وبدأ الرأي العام الغربي بشكل عام يتحدث عن إضعاف هيمنة الدولار في سوق النفط العالمية.
انفجار حقيقي لسوق النفط
وقال الخبير الصيني، تشانغ يوجوي، عميد كلية التمويل والتجارة الدولية بجامعة شنغهاي، في مقال نشر على موقع «Huánqi Shíbào » إن تحول أرامكو السعودية إلى اعتماد عملة اليوان الصيني بدلا من الدولار في التجارة مع الصين سيكون «انفجارا حقيقيا» لسوق النفط مع عواقب وخيمة على النظام المالي الراهن.
- ويرى الخبير يوجوي، بحسب وكالة الأنباء الروسية نوفوستي، أن أرامكو السعودية، وهي شركة تزيد إيراداتها عن 350 مليار دولار سنويا، سيكون لها تأثير على سوق تداول سلع الطاقة العالمية إذا انتقلت مع الصين من الدولار إلى اليوان في التعامل في قطاع النفط.
العمر الافتراضي للعملة المهيمنة 100 عام
وأشار يوجوي إلى أنه وفقا لبعض الدراسات، فإن دورة عملة البلاد، التي تعمل كعملة دولية مهيمنة، عادة ما تكون حوالي 100 عام، وذا كانت وجهة النظر هذه صحيحة، فمن لحظة إنشاء نظام بريتون وودز في عام 1944 لدورة توزيع أرباح الدولار المهيمنة، لم يتبق سوى القليل من الوقت قبل أن ينهار هذا النظام.
تغيير حتمي في النظام النقدي العالمي
وأضاف الخبير الصيني، إن نظام «البترودولار» يعود إلى عام 1973، عندما نجحت الولايات المتحدة في دمج الدولار في «الجهاز العصبي المركزي» للاقتصاد العالمي، وأصبحت «القوة المهيمنة» فيه..ومع ذلك، فإن أي نظام نقدي مهيمن سينهار يوما ما. كما يقول المثل ،(العملة محكوم عليها بالفناء بسبب خطأها)، مما يعني أنه إذا تم تضخيم قوة العملة بشكل مفرط، فسوف يؤدي ذلك في النهاية إلى تغيير حتمي في النظام النقدي العالمي ودورة إعادة التوازن.
- على المدى القصير، فإن المشكلة الرئيسية للدولار، هي التكلفة المتزايدة للحفاظ على النظام الحالي للولايات المتحدة، وبسبب التدهور النسبي للقوة الوطنية، من الصعب على أمريكا أن تلبي وترضي في نفس الوقت العديد من الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط.
- أما على المدى المتوسط، فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة هي أن النفط نفسه، كمصدر للطاقة الأحفورية، يفقد تدريجيا هيمنته في سياق «حيادية الكربون»، وسيؤدي ذلك إلى حقيقة أن نظام البترودولار سيتغير شكله ليبقى قائما، أو قبول مصير الاستبدال الجزئي .
- وعلى المدى الطويل، وفقا للخبير الصيني، تشانغ يوجوي ، من المحتمل أن تتوقف الولايات المتحدة عن كونها أهم اقتصاد في العالم بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، مما سيؤدي حتما إلى ظهور مراكز جديدة للقوة النقدية.
وبحلول ذلك الوقت، من المرجح أن يكون للعالم نموذج توازن عملات ثلاثي أو حتى متعدد الأطراف.
تعزيز مكانة العملة الصينية
كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت أن المملكة العربية السعودية، تجري محادثات نشطة مع الصين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إليها باليوان، في علامة على التقارب مع بكين..وتشتري الصين أكثر من 25 % من النفط الذي تصدره السعودية، وإذا تم تسعيره باليوان، فإن هذه المبيعات ستعزز مكانة العملة الصينية.
- يذكر أن الصين قدمت عقود النفط المسعرة باليوان في عام 2018 كجزء من جهودها لجعل عملتها قابلة للتداول في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تؤثر في هيمنة الدولار على سوق النفط.
